تبنت طالبان مسؤولية اختطاف 50 شخصاً، بينهم ضباط شرطة، في شمال شرق أفغانستان، الأحد الماضي، نافية وجود مدنيين بين المختطفين الذين أكدت أن جميعهم من عناصر الأمن. وقال قائد قوة شرطة إقليم كونار، خليل الله زايي، إن الضباط العزل، دون تحديد عددهم، كانوا في عطلة وضمن ركاب أربع حافلات كانت في طريقها إلى مقاطعة «شابا دارا» عندما تعرضت للاختطاف. ونفى ظبي الله مجاهد، الناطق باسم الحركة المتشددة ل«CNN»، وجود مدنيين بين المجموعة المختطفة، قائلاً: «لدينا مستندات وأدلة تثبت أن المعتقلين الخمسين هم رجال شرطة، كما أنهم اعترفوا بذلك أثناء استجوابهم». وأضاف مجاهد أن الحركة ستبت في شأن عناصر الأمن المحتجزة، بالنظر إلى «الوضع وتحركات الأعداء». واستشهد الناطق باسم الحركة بحادث مماثل قامت خلاله «طالبان» بإطلاق مجموعة مختطفة من رجال الأمن، بعد تقديمهم تعهدات بعدم العودة إلى العمل مع الحكومة الأفغانية. ويأتي الحادث بعد إعلان قوات المساعدة الأمنية الدولية «إيساف»، التابعة لقوات حلف الناتو في أفغانستان، السبت الماضي، مقتل مدنيين في قصف جوي استهدف قياديا رفيع المستوى من حركة طالبان. ولم يكشف بيان «إيساف» عن عدد القتلى أو تفاصيل الهجوم، الذي وقع في إقليم «هلمند»، والذي جاء تلو نشر مجلة ألمانية صوراً تظهر تجاوزات لجنود أمريكيين في أفغانستان. ونشرت مجلة «ديرشبيغل» الألمانية صوراً تظهر جنديين أمريكيين في أفغانستان يقفان عند جثث أفغان، حيث أظهرت الصورة الأولى جندياً أمريكياً وهو يشد شعر قتيل أفغاني تمت تعريته ووضعت قطعة من الملابس على مؤخرته. والقتيل كما ذكرت المجلة الألمانية هو غول مودين، وهو ابن مزارع قتل في الخامس عشر من يناير عام 2010، فيما يقف عنصر أمريكي من «فريق القتل» خلفه، حسب المجلة. وأظهرت إحدى الصور لقطة لجندي أمريكي مع جثة أفغاني، وهو «يضحك»، بينما يشد رأسه إلى الخلف.وحددت المجلة هوية الجنديين على أنهما جيرمي مورلوك وأندرو هولمز. كما تأتي هذه الصور في أعقاب أزمة بين قوات بالحكومة الأفغانية وقوات التحالف الدولية، التي تلاحق تنظيم القاعدة وطالبان هناك منذ أواخر العام 2001. ودفعت الأزمة بوزير الدفاع الأمريكي، روبرت غيتس، إلى القيام بزيارة مفاجئة لكابول، وهي الزيارة رقم 13 منذ توليه منصبه في العام 2006. يُذكر أن تقريراً للأمم المتحدة كان قد أكد تزايد وتيرة أعمال العنف في أفغانستان خلال العام 2010، مقارنة بالعام السابق. ورصد التقرير زيادة في سقوط ضحايا بين المدنيين بنحو 20 في المائة، فيما ارتفعت «الحوادث الأمنية» بنحو 66 في المائة. وأشار التقرير إلى أن عدد المدنيين، الذين سقطوا بنيران الجيش الأمريكي وقوات التحالف الدولية، أقل من العام السابق، في الوقت الذي تزايدت هجمات المسلحين بصورة واضحة خلال العام 2010، وهو ما أدى بشكل عام إلى ارتفاع عدد الضحايا بين المدنيين الذين سقطوا في هجمات لكلا الجانبين.إلا أن حركة «طالبان» وجهت انتقادات حادة للتقرير، وقالت، في بيان بثته على شبكة الإنترنت، إن عمليات القوات الأمريكية في ولايتي «قندهار» و»هلمند» بجنوب أفغانستان، والحملات الليلية التي يشنها التحالف، أدت إلى مقتل وتشريد آلاف المدنيين.