لم يتجاوز عدد المتظاهرين في وقفة 20 مارس في إقليمتارودانت، 2000 متظاهر، في كل من مدينتي تارودانت وأولاد تايمة، فبالنسبة إلى تارودانت، تجمَّع في حدود الساعة الرابعة مساء نحو 1500 شخص في ساحة «أسارك» الشهيرة، ينتمون إلى مختلف التيارات والقوى الحية في المدينة، المنتمية إلى حركة 20 فبراير، مشكلة من أحزاب الاشتراكي الموحد، النهج الديمقراطي، اليسار الموحد، حركة العدل والإحسان، إلى جانب نقابة المنظمة الديمقراطية للشغل والاتحاد المغربي للشغل وجمعية المعطلين. وقد ردد المحتجون مجموعة من الشعارات المطالبة بتحسين الأوضاع الاجتماعية للمواطنين والداعية إلى إصلاحات سياسية عميقة ترقى إلى مستوى تطلعات الجماهير. كما هتف المحتجون بشعارات داعية إلى إسقاط الفساد ومناهضة الاستبداد. ومن ضمن الشعارات التي رددها المحتجون: «كيفاش تعيش يا مسكينْ، والمعيشة دارت جنحينْ؟» «هذا مغرب الله كريمْ، لا صحة لا تعليمْ»، «عليك لامان عليك لامانْ، لا حكومة لا برلمانْ»... وقد جرت هذه الوقفة في أجواء سلمية خلَت من أي تطويق أمني، حيث عمدت الأجهزة الأمنية والسلطات المحلية في هذا الصدد إلى مراقبة تطورات الوقفة الاحتجاجية عن بعد، وقبل اختتام الوقفة الاحتجاجية، قام المتظاهرون بمسيرة مشيا على الأقدام إلى غاية ساحة 6 نوفمبر، قبالة المستشفى الإقليمي، حيث تمت تلاوة المطالب الإجمالية لحركة 20 فبراير والدعوة إلى تجديد اللقاء بالجماهير في موعد لاحق. وبالنسبة إلى التظاهرة الثانية في مدينة أولاد تايمة، والتي جرت أطوارها في شارع محمد الخامس، فإن عدد المتظاهرين فيها لم يتجاوز 500، ينتمون إلى مختلف القوى الحية والأحزاب اليسارية الناشطة في المدينة، من ضمنها حزب النهج الديمقراطي وحزب الطليعة واليسار الموحد وفرع الجمعية الوطنية لحملة الشواهد والقطاع الطلابي وحركة العدل والإحسان وشبيبة الاتحاد الاشتراكي، إلى جانب تمثيلية نقابات الاتحاد المغربي للشغل وقطاع النقابة الديمقراطية، المنضوية تحت لواء الفدرالية الديمقراطية للشغل، التي نزلت بدورها، في سابقة من نوعها، ممثلة بستة مكاتب نقابية للعمال الزراعيين في ضيعات شركة «كوالتي بين موركو»، في كل من (أولاد داحو، أولاد سعيد، الرميلة، الرودانية، شفيق ومحطة تلفيف الحوامض). وفي أجواء سلمية خلت من أي تدخل أمني، ردد المتظاهرون شعارات تطالب ب»تحسين الأوضاع الاجتماعية للمواطنين في مغرب ديمقراطي»، ومنددة في الآن نفسه ب»تفشي الفساد المستشري في الإدارات». ومن ضمن الشعارات التي هتف بها المتظاهرون (حكومات مشاتْ وجاتْ والحالة هي هي، عيّيتونا بالشعاراتْ واحنا هوما الضحايا.. لا لا للدساتير في غياب الجماهير.. الله عليك يا مغربْ، والحالة ما شي حالة، السكنى فالمراحيض والموتى فالقوارب.. واه، واه على شوهة، الفيلا والبراكة والبرلمان والهرماكة)... كما رفع المحتجون لافتات تحمل شعارات تجسد بعض المطالب الرئيسية لحركة 20 فبراير، من ضمنها المطالبة بالإفراج الفوري للسجناء السياسيين وشعار «الشعب يريد إسقاط الاستبداد»... كما طالب المحتجون بالدعوة إلى إسقاط ثنائي الانتخابات في المدينة «ق» و«ب»، حيث رفعوا شعارات تطالب بوضع حد لهيمنة الرمزين، الذين ظلا جاثمين على رقاب مواطني المدينة طيلة عقود خلت. وفي تمام الساعة السادسة، تمت تلاوة البيان المطلبي لحركة 20 فبراير لسكان مدينة أولاد تايمة، أمام حشود المتظاهرين، الذين زاد عددهم في الدقائق الأخيرة، قبل أن يقرر منظمو الوقفة مغادرة المكان في جو من الهدوء والانضباط.