بلغت قيمة المخدرات التي حجزتها المصالح الأمنية ورجال الجمارك في ظرف ستة أشهر بجهة مراكش تانسيفت الحوز، 3 ملايين و650 ألف درهم. وقد قامت المصالح الجمركية والأمنية والقضائية، صباح الأربعاء الماضي، بإتلاف كميات كبيرة من مخدر الشيرا والكوكايين والقنب الهندي التبغ المعسل... أمام مركز الدرك الملكي بمنطقة «اسعادة»، التي تبعد عن مدينة مراكش بحوالي 10 كيلومترات في اتجاه مدينتي أكادير والصويرة، وأوضح المسؤولون عن عملية الإتلاف أن هذه الكمية قد تم حجزها خلال الفترة الممتدة ما بين شهري شتنبر من السنة الماضية وفبراير من السنة الحالية، في أماكن متفرقة توزعت بين المطار والشارع العام وبعض المخازن المخصصة لترويج المخدرات... وتتوزع المحجوزات بين المخدرات الصلبة (الكوكايين والشيرا)، والكيف والتبغ المهرب ومادة التبغ المعسل، إضافة إلى مادة «المعجون»، والهيروين الذي يعد من أخطر أنواع المخدرات، وأكثرها تأثيرا على المدمن، ويتم استعمالها عن طريق حقنها بواسطة الإبر. واحتل مخدر «الكيف» المرتبة الأولى من حيث كمية المواد المخدرة المحجوزة من قبل السلطات المختصة، في مناطق متفرقة من الجهة، خاصة في إقليمي الرحامنة والسراغنة، حيث بلغت الكمية المحجوزة من هذا المخدر ما يزيد عن 615 كيلوغراما، وصلت قيمتها المادية إلى 615 ألف درهم. فيما احتلت مادة الشيرا المرتبة الثانية من حيث القيمة المادية، إذ تم ضبط حوالي 200 كيلوغرام من هذا النوع، أي ما قيمته مليونا درهم. وبالنظر إلى ارتفاع قيمته التي تصل إلى ألف درهم للغرام الواحد، وتأثيره الكبير على المستهلكين، وسهولة توزيعه والتجارة فيه، حظيت الكمية المحجوزة من مخدر «الكوكايين»، التي بلغت 1043 غراما، باهتمام كبير من طرف السلطات المعنية، حيث تم الاحتفاظ به في الصندوق الحديدي لإدارة الجمارك، قبل أن يتم إخراجه أمام أعين نائب وكيل الملك، وقضاة متدربين، إضافة إلى وسائل الإعلام، في أكياس بلاستيكية مشمعة، ليتم بعد ذلك حرقه في مكان معزول عن المخدرات الأخرى. وتعد مدينة مراكش فضاء مهما لترويج هذه الأنواع من المخدرات، التي يتعاطاها مستهلكون ينتمون لأسر ميسورة. كما حجزت الفرقة الأمنية لمكافحة المخدرات، التابعة للمصلحة الولائية للشرطة القضائية ومصالح الجمارك في مراكش،223 كيلوغراما من التبغ المهرب، و22 كيلوغراما من مادة التبغ المعسل. أما المادة الأكثر خطورة من بين جميع أنواع المخدرات، وهي مادة الهيروين، التي تعادل قيمتها المادية نفس قيمة الكوكايين، فقد تم إحراق 3 غرامات من هذه المادة، التي تستعمل عن طريق الحقن بالإبر، واحتلت مادة «الأمفتامين» المرتبة الأخيرة ضمن المحجوز خلال الأشهر الستة الأخيرة، إذ تم حجز غرام واحد منها. ويعد مطار المنارة مراكش، نقطة مهمة لضبط هذه الأنواع من المخدرات، التي تتاجر فيها مافيات دولية، تسخر إمكانات وأساليب جد متطورة، لتهريب كبلع المخدر في شكل «كابسولات» صغيرة، إذ تم إيقاف أحد المروجين وهو يبتلع ألف غرام من الكوكايين على هذه الشاكلة، إلا أن العملية كلفته حياته. وأمام مركز الدرك الملكي في منطقة «السويهلة»، تم وضع الأكياس المحتوية على مادة القنب الهندي «الكيف» و«النفحة»، في شكل مستطيل، وإلى جانبها المادة المحجوزة من مخدر الشيرا، ثم مادة الكوكايين والهيروين، قبل أن يقوم المكلفون بصب كمية كبيرة من البنزين وإضرام النار في كل صنف على حدة. وأكد مسؤول من إدارة الجمارك لوسائل الإعلام التي حضرت العملية، أن اختيار مكان خارج عن المجال الحضري، هو راجع بالأساس إلى إجراءات أمنية بالدرجة الأولى، إضافة إلى العامل البيئي حيث يشكل دخان هذه المواد المحترقة خطرا على الساكنة.