أبرمت الجمعية المغربية لصناعات النسيج والألبسة ومكتب التكوين المهني وإنعاش الشغل، اتفاقية من أجل تكوين 20 ألف شاب للاستجابة لحاجيات المقاولات العاملة في القطاع خلال السنة الجارية. الاتفاقية التي وقعت بين الطرفين أول أمس الأربعاء بالدار البيضاء، يفترض أن يفضي تفعيلها بشكل مستعجل إلى توفير 10 آلاف تقني وعامل لفائدة شركات نسيج بالدار البيضاء والرباط وفاس ومراكش وطنجة، حيث يرتقب أن يتم تكوين تلك الموارد البشرية خلال شهرين حتى تستجيب لانتظارات الفاعلين، الذين يشتكون من الخصاص على مستوى الموارد البشرية في القطاع. في ذات الوقت تتوقع الاتفاقية تكوين 10 آلاف شاب خلال السنة الجارية، وذلك استجابة لحاجيات 100 مقاولة، كانت الجمعية لصناعات المغربية النسيج والألبسة قد استطلعت آراءها حول انتظاراتها من اليد العاملة. وتتوزع الحاجيات بين المستوى التقني الذي يهم مهن التأطير مثل مسؤولي المناهج ورؤساء سلسلة الإنتاج وميكانيكيي صيانة آلات الخياطة ومراقبة جودة النسيج وتقنيين في تحسين سمعة النسيج، وبين العاملين الذين يقصد بهم العاملات على آلات الخياطة والعاملات على آلات الخياطة الخاصة بالملابس الجاهزة وعاملات إتمام التكييف وعاملات الفصالة ومراقبي الجودة النهائية للملابس الجاهزة. ويأتي توفير مناصب الشغل الجديدة في ظل الخصاص الذي يعاني منه قطاع النسيج والألبسة في السنوات الأخيرة، حيث كف التكوين المهني عن تخريج ما يلبي طلب المهنيين، غير أنه بهذه الاتفاقية يكون القطاع قد عالج مشكل الموارد البشرية، على اعتبار أنها سجلت تقدما كبيرا مقارنة مع توقعات التشغيل التي وضعها المخطط الصناعي للقطاع، والتي حددها في 36 ألف منصب شغل في أفق 2015. ويحاول المهنيون في المغرب الاستفادة من عودة الطلب الموجه إلى السوق المغربي منذ ماي من السنة الماضية، حيث لوحظ أن العديد من مقدمي الطلبيات الأجانب أصبحوا يتوجهون إلى السوق المغربي، والذين لم تعد البلدان الأسيوية تلبي انتظاراتهم منذ نهاية 2009، خاصة في المشاكل على مستوى اللوجستيك وآجال التسليم وارتفاع تكاليف الإنتاج في ظل ارتفاع سعر المواد الأولية، غير أن ما كان حاسما في تحول مقدمي الطلبيات عن السوق الآسيوية، يتمثل في اكتشاف منتجي النسيج في بلدان مثل الصين أهمية السوق الداخلي الذي يغنيهم عن التصدير إلى الخارج. وترتب عن هذا الوضع الجديد أن العديد من علامات التوزيع الكبيرة الكبار بدأت تولي وجهها جهة بلدان مثل المغرب، وهذا ما تؤشر عليه صادرات النسيج والألبسة في السنة الفارطة، إذ بعد أن تراجعت في النصف الأول ب30 في المائة، عادت لتنتعش في نهاية السنة التي أنهتها بارتفاع بنسبة 6 في المائة، غير أن ما دفع المنتجين المغاربة إلى التعبير عن نوع من التفاؤل والسعي إلى توفير اليد العاملة، هو تلك الدراسة التي أنجزها المعهد الفرنسي للموضة عبر استطلاع رأي 122 من الموزعين والعلامات العالمية، التي أشارت خلاصاتها في يناير الماضي، إلى 30 في المائة من مقدمي الطلبيات سوف يتوجهون أكثر نحو بلدان شمال إفريقيا خلال الخمس سنوات القادمة، فيما تصل تلك النسبة إلى 26 في المائة بالنسبة لتركيا ولا تتعدى 15 في المائة في نوايا مقدمي الطلبيات تجاه آسيا.