سرق المستشار عبد اللطيف بنعزوز، عن حزب التجمع الوطني للأحرار، الأضواء خلال انعقاد جلسة المصادقة على الحساب الإداري لمجلس مدينة سلا، مساء أول أمس الأربعاء، بعد أن حول قاعة الاجتماعات بالمجلس إلى ساحة لتوزيع الاتهامات على العمدة السابق إدريس السنتيسي، ونائب العمدة الحالي جامع المعتصم، وإلى حلبة للملاكمة. وخلال فترات عديدة من عمر جلسة مجلس المدينة أزبد المستشار التجمعي المثير للجدل وأرعد وهدد وتوعد خصومه، قبل أن ينهي «حركته» بإعلان استقالته من المجلس الجماعي. ولم تكد تمر سوى دقائق معدودة على انطلاق الجلسة حتى أطلق بنعزوز النار على إدريس السنتيسي، العمدة السابق، وشقيقه عمر، حين تقدم بمشروعي قرارين، ملتمسا عقد دورة استثنائية للمصادقة عليهما. ويتعلق المشروع الأول بإلغاء عقد الكراء المبرم بين الجماعة الحضرية لسلا بطانة وشركة «الزهراء خدمات تجارة وصناعة» مع إبقاء حق المتابعة في حق السنتيسي. أما الثاني، فيهم نزع الملكية من أجل المصلحة العامة للعقار (رقم 11172/58) مع جميع البناء المقام فوقه والمملوك لشركة الزهراء - الولجة- سلا. الاتهامات الصادرة عن بنعزوز تصدى لها العمدة السابق، معلنا استعداده ل«المحاسبة القضائية والإدارية وحتى الشعبية»، وقال إن «كل منتخب معرض للمحاسبة، وهو أمر مقبول.. فمرحبا بالمكاشفة والمحاسبة»، وهو الموقف ذاته الذي عبر عنه شقيقه رئيس مقاطعة لعيايدة حينما قال: «نحن مستعدون للحساب.. أنا حطيت تصريح بممتلكاتي وضرائبي ومستعد للإجابة عن «من أين لك هذا؟»»، مبديا استغرابه لعدم فتح المجلس النقاش حول ملفات يتابع بخصوصها قضائيا أعضاء في مجلس المدينة، في إشارة إلى متابعة المعتصم وعدد من أعضاء المجلس الجماعي في حالة سراح، والاستماع من قبل قاضي التحقيق المكلف بجرائم الأموال بملحقة محكمة الاستئناف بسلا لرئيس المجلس الجماعي، نور الدين الأزرق، على خلفية شكاية تقدمت بها أحزاب المعارضة بالمجلس تتعلق ب«تبديد أموال عمومية». وقد شن بنعزوز هجوما حادا على جامع المعتصم، رئيس مقاطعة تابريكت، متهما إياه ب«الكذب والنفاق»، وناعتا حزبه بحزب «إخوان الشياطين». وقال ردا على اتهامات المعتصم له «قبل التوجه إلى الصحافة في المرة المقبلة أطلب منك التخلي عن عود الأرك، وأن تقوم بمضمضة فمك لتقول الكلمة الحق والطيبة بدون كذب أو نفاق على الصحافة». وأمام سيل الاتهامات الموجهة إلى المعتصم وحزبه، والتي طالت حتى أمينه العام عبد الإله بنكيران، ومصطفى الرميد، عضو الأمانة العامة المستقيل، لم يجد مستشارو «المصباح» وبعض الحاضرين من بد غير أن يثوروا في وجه المستشار التجمعي المثير للجدل، واصفين إياه ب«الشفار»، وهو ما أثار حفيظته فوجه لكمة قوية إلى أحد المنتمين إلى الحزب الإسلامي. «الزمن بينا والشعب بيننا وسيظهر الفاسد والمفسد.من العيب أن نصل إلى مستوى ترديد كلام غير مسؤول مبني على حقد دفين ضد هذه المدينة. الله يشفيك أسي بنعزوز. إذا كنت تريد التعمير فأنا مستعد للتنازل لك عنه»، يقول المعتصم ببرود، قبل أن يضيف:«لن نتسامح مع أي فساد داخل مدينة أدت الثمن غاليا بسبب شكايات كيدية وراءها نزوات نفسية مرضية». من جهة أخرى، طالب مستشارون من حزب الأصالة والمعاصرة، حليفهم في المجلس، حزب العدالة والتنمية، ب«تقديم الاعتذار إلى حزبنا ورد الاعتبار إليه» بعد أن أضحى مستشاروه في موقف حرج جراء الاتهامات التي وجهها قياديون في الحزب الإسلامي وعلى رأسهم بنكيران إلى رموز في «البام» بالوقوف وراء متابعة المعتصم. وكشف المستشار محمد بنعطية أن إلياس العماري، عضو المكتب الوطني لحزب «الجرار»، نفى خلال لقاء جمعه بمستشاري حزبه بسلا أن يكون له دخل، سواء من بعيد أو من قريب، باعتقال المعتصم، مشيرا إلى أن العماري أشار إلى أنه لا يعارض تقديم ملتمس لطرده في حال ثبت أنه من كان وراء إثارة المتابعة في حق المعتصم ومن معه من مستشارين.