سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
مغربية مقيمة في ليبيا للمساء : أبواب القنصلية المغربية بطرابلس موصدة ونطالب بترحيلنا إلى المغرب في أسرع وقت مجموعة مسلحة تهاجم منزل مسؤول مغربي وسيف الإسلام يحتجز 10 مغاربة في قناته
انتقدت مواطنة مغربية، مقيمة في ليبيا منذ أكثر من عشرين سنة، عدم اهتمام السفارة المغربية بليبيا والقنصلية بالعاصمة الليبية طرابلس، بمعاناة المغاربة الذين يرغبون في مغادرة التراب الليبي. وأوضحت فاطمة الزهراء البقالي المقيمة حاليا بطرابلس في اتصال مع «المساء» صباح أمس الجمعة، أنها ذهبت يوم الأربعاء الماضي إلى القنصلية المغربية الواقعة بمنطقة فشلوم بطرابلس، فوجدت بابها موصدا. وأضافت فاطمة الزهراء قائلة: «هناك مغاربة لا يعرفون مكان وجود القنصلية التي غيرت مقرها منذ أشهر»، وذلك لغياب التواصل بين التمثيليات الديبلوماسية والجالية المغربية المقيمة بليبيا. وطالبت فاطمة الزهراء البقالي السلطات المغربية بأن تعجل بإرسال مزيد من الطائرات إلى ليبيا من أجل ترحيل المغاربة الذين يتكدس العشرات منهم في مطار طرابلس. يشار إلى أن المغرب أقام جسرا جويا بين طرابلس والدار البيضاء عبر مطار قرطاج الدولي بالعاصمة التونسية، من أجل نقل أفراد الجالية المغربية المقيمة في ليبيا. وعبرت فاطمة الزهراء البقالي عن استغرابها من كون المغاربة يشترون تذكرة الطائرة من مكتب الخطوط الملكية المغربية «لارام» في حين، تؤكد فاطمة الزهراء البقالي، أن الرحلات الجوية من أجل ترحيل المغاربة عن ليبيا هي رحلات مجانية. وانتقدت تعامل القنوات التلفزية العمومية المغربية مع المغاربة المقيمين في ليبيا ومعاناتهم، وقالت بنبرة تهكمية «كلما حلينا التلفزة نلقاو فيها الشيخات والإشهارات. هناك مغاربة لا يعرفون أي شيء عن الترحيل وعن موعد الرحلات وعلى القنوات التلفزية المغربية واجب إخبارهم بكل هذه المعطيات عوض أن تكتفي إن تقدم لنا مسؤولا يقول إن المغرب قام بكل ما يجب من أجل مساعدة المغاربة والحال أن الواقع عكس ذلك»، وأضافت فاطمة الزهراء قائلة «أنا أتحدث بكل شفافية ولا أجامل أحدا». من جهة أخرى، علمت «المساء» من مصدر مطلع بأن مجموعة مسلحة ليبية استهدفت منزل مسؤول في السفارة المغربية بالعاصمة طرابلس برتبة سفير مفوض. وذكر مصدرنا أن الأمور كادت تتطور إلى الأسوأ لو لم تكن شرفة منزل السفير خالية، فيما أحاطت مصالح السفارة المغربية هذا النبأ بتكتم ولم تتسرب عن الحادث أي معلومة. وحسب المصدر نفسه، فقد خلت السفارة المغربية من العاملين فيها ولم يبق، إلى جانب السفير، سوى أربعة موظفين لا يستطيعون أن يقدموا أي مساعدات إلى المغاربة العالقين هناك، خاصة بعد أن أصبحت العاصمة تعيش انفلاتا أمنيا غير مسبوق، بل إن قوات القذافي لم تعد تتردد في توريط أي عربي أجنبي في الاحتجاجات التي تشهدها حاليا المدن الليبية. أكثر من هذا فإن العديد من المغاربة وجدوا صعوبة في التواصل مع مصالح الخارجية المغربية عبر الهواتف المخصصة لهذه العملية، ذلك أن هذه الهواتف تكون دائما خارج التغطية، وهو الأمر الذي أدخل الرعب والهلع وسط الأسر المغربية التي فقدت اتصالها بذويها في ليبيا. وأعرب العديد من المغاربة المقيمين بليبيا عن استغرابهم كيف أن الخارجية المغربية اكتفت بإقامة جسر جوي لترحيل المغاربة عبر مطار قرطاج بتونس، فيما كان المطلوب، حسب المصادر نفسها، هو إرسال طائرات إلى مطار طرابلس، حيث يوجد مئات المغاربة بينهم أطفال ونساء، عالقين هناك، بعد أن تعذر عليهم العبور إلى التراب التونسي في ظل الانفلات الأمني الذي تشهده الحدود بين البلدين. وفي سياق مماثل، ذكرت مصادر مطلعة أن حوالي 10 مغاربة، ضمنهم مصور تلفزي من حي الألفة بالدار البيضاء، يشتغلون في قناة شبابية تابعة لسيف الإسلام، نجل معمر القدافي، وجدوا صعوبة في الخروج من العاصمة الليبية طرابس. وحسب المصادر نفسها، فسيف الإسلام جمع العاملين في هذه القناة وطلب منهم البقاء في بناية القناة إلى أن «يتحقق النصر أو الشهادة»، حسب تعبيره.