آلاف المغاربة عالقون بطرابلس... فيما ذكرت الخطوط الجوية الملكية المغربية أنها ستعمل على زيادة عدد رحلاتها الجوية من وإلى العاصمة الليبية طرابلس من خلال تخصيص طائرات ذات طاقة استيعابية كبيرة لتأمين نقل جميع المغاربة العالقين في ليبيا، أطلق مغاربة عالقون بطرابلس نداء استغاثة لإجلائهم من ليبيا. وإلى حدود الساعة الثانية والنصف من زوال أمس الأربعاء، لم تصل أي طائرة تابعة للخطوط الملكية المغربية، حسب العالقين بطرابلس. وتجمع عدد من المغاربة المقيمين بليبيا بالقنصلية المغربية أمس بطرابلس، في غياب أي أجوبة من القنصل المغربي الذي عجز عن الاستجابة لاستغاثات مواطنيه، حسب شهادة عدد من المغاربة العالقين هناك. وأفاد بعضهم في اتصال هاتفي ببيان اليوم، أن الوضع يزداد تأزما عند حلول ظلام الليل، وأكدوا أن المواد الغذائية الأساسية غير متوفرة، علما أن عدد الأطفال العالقين مع أسرهم كثير، ناهيك عن الرضع الذين هم في أمس الحاجة إلى الغذاء. وهددوا بالاعتصام داخل القنصلية في حال لم تتدخل السلطات المغربية لإجلائهم في ظل الظروف التي تعيشها ليبيا وكذا الخطاب الهستيري لمعمر القذافي الذي هدد بإحراق ليبيا بيتا بيتا. كما طالبوا بالتدخل العاجل لإنقاذ أزيد من 120 ألف مغربي مقيمين بليبيا يعانون الأمرين جراء الأوضاع الحالية دون أن تتدخل السفارة المغربية هناك للسؤال عن أحوالهم. وقال متحدث من بين الجموع المحتشدة في قلب القنصلية المغربية بطرابلس، في مكالمة هاتفية مع بيان اليوم، أن القنصل بدوره «لا يدري أي شيء، ويرد على أسئلتنا بأنه هو الآخر لا علم له بما قامت به الدولة لفائدة مواطنيها»، مضيفا أن المواطنين العالقين في طرابلس «ما فتئوا يهاتفون إدارة السفارة ولكن لا حياة لمن تنادي». وتحدث بعضهم عن وفاة شاب لم يتجاوز عمره الواحد والعشرين سنة، بمدينة البيضا خلال الأحداث التي عاشتها هذه المدينة، بعدما نفى الوزير المنتدب المكلف بالجالية المغربية المقيمة بالخارج وفاة أي مغربي بالأراضي الليبية. وعلى صعيد آخر، وفيما هدد العقيد الليبي معمر القذافي، بإحراق المدن الليبية بمن فيها إذا لم يستجب المحتجون لدعوته بالتوقف عما أسماه تمردا يثيره ويغذيه من وصفهم بال»عصابات والجرذان والمرتزقة المأجورين، المدعومين من المخابرات الأمريكية والصهيونية»، رد المتظاهرون في مدينة بنغازي شرق ليبيا على خطاب معمر القذافي، الذي توعد بتصفية المحتجين، برمي الأحذية على شاشة ضخمة ظهرت عليها صورته قرب محكمة شمال بنغازي حيث يعتصم المتظاهرون، في حين اعتبر نشطاء في مدن بنغازي والبيضاء ودرنة ومصراته أن كلمة القذافي بمثابة الخطاب الأخير للدكتاتور وتفصله ساعات عن نهاية نظامه. وفي سياق متواصل، أعلن وزير الداخلية عن استقالته من منصبه ومساندته للثورة، وأشارت مصادر متطابقة أنه اختفى وقد يكون تعرض لاختطاف من طرف جهات غير معلومة، كما انضمت كتائب الجيش الليبي في منطقة الجبل الأخضر إلى ما سمتها «ثورة الشعب الليبي». وفي تطور لاحق، قال ديفيد كاميرون رئيس الوزراء البريطاني أمس الأربعاء إن بلاده ترغب في استصدار قرار من مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة يدين استخدام ليبيا القوة ضد المتظاهرين. من جهتها، طلبت وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي كاثرين اشتون من معمر القذافي الكف عن «تهديد شعبه» وحثت الليبيين «على ضبط النفس» معربة عن أسفها «لكافة أعمال العنف» في ليبيا.