علمت «المساء» أن سيارة إسعاف تابعة لمندوبية وزارة الصحة في عمالة إنزكان أيت ملول، قد «اختفت» منذ أوائل شهر غشت من سنة 2010. ومنذ أن تعرضت لحادث سير داخل المستشفى الإقليمي لإنزكان أمام قسم الولادة وبعد أن قضت مدة في مرآب المندوبية، تم نقلها بواسطة آلية نقل السيارات «الديبناج» من أحد محلات إصلاح السيارات في آيت ملول إلى محل آخر في «تسيلا»، لينتهي بها المطاف في شارع 2 مارس، قرب سد سوس، ومن أمام هيئة أطباء سوس ماسة درعة ومن ثم لم يعد يظهر لها آثر... وقد تمت مراسلة وزيرة الصحة من طرف بعض الجهات من داخل المستشفى بتاريخ 09/02/2011، كما تمت مراسلة المفتش العام في الموضوع ذاته بتاريخ 14/02/2011. وذكرت الرسالة، التي توصلت «المساء» بنسخة منها، أن تسيير حظيرة السيارات في المندوبية الإقليمية لعمالة إنزكان أيت ملول تعمه الفوضى ويعرض ممتلكات الدولة للتبذير، كما تظهر مجموعة من الصور توصلت بها الجريدة الحالة المزرية التي توجد عليها السيارات المركونة داخل مرآب المستشفى، والذي يضم مجموعة من السيارات المتهالكة، والتي يتم استغلال قطع غيارها بشكل عشوائي وخارج كل المساطر المعمول بها في هذا الصدد. وذكرت مصادر مطلعة أن سيارة الإسعاف المذكورة قد تم إرجاعها بتاريخ 22/02/2011 مباشرة بعد توصل الوزارة برسالة في الموضوع، وهذه السيارة من نوع «فياط دوكاطو»، تحت رقم 163760 المغرب، وقد شرع في استعمالها يوم 12/03/2009. وتساءلت المصادر ذاتها عن الأسباب التي جعلت هذه السيارة «تتغيب» كل هذه المدة عن حظيرة المستشفى. ودعت بعض الجهات المتتبعة للموضوع إلى ضرورة فتح تحقيق في المبالغ المالية التي صرفت تحت ذريعة إصلاحها والتدقيق في دفتر تزويدها بالوقود، ولماذا لم يصلح عطب هذه السيارة، رغم غيابها كل هذه المدة؟ وإذا كان هذا العطب ما يزال مستمرا إلى الآن، فما مصير كل المبالغ التي صرفت على أنها من أجل إصلاح السيارة؟ وما حقيقة الفواتير المخصصة للإصلاح التي تتوصل بها المستشفى كل سنة؟ وفي السياق ذاته، تمت مراسلة وزيرة الصحة من أجل التحري في ظروف «اختفاء» هذه السيارة وفي جميع ما يتعلق بمصارفها ومراقبة العداد «الكلوميتراج» في أي رقم توقف منذ غشت وإلى أين وصل هذا الرقم وكذا دفتر السيارة. وطالبت الرسالة بالتحقيق في ما إن تم إنجاز وثيقة «أمر بمهمة» واستبعدت الرسالة ذاتها أن تكون سيارة الإسعاف هذه قد اشتغلت على صعيد عمالة إنزكان.