ما زال أفراد الجالية المغربية المقيمون في ليبيا محاصرين تحت النيران في بعض المدن والمناطق التي تشهد تقاتلا بين المواطنين الليبيين وبين أتباع العقيد معمر القذافي، بالرغم من الإجراءات التي اتخذتها كل من وزارة الشؤون الخارجية والتعاون والوزارة المكلفة بالجالية المغربية المقيمة بالخارج، بهدف ترحيلهم نحو المغرب. وقال المواطن المغربي خالد عيور، المقيم في مدينة الزاوية، القريبة من العاصمة طرابلس، والتي سيطر عليها الثوار بالكامل لكنها توجد تحت حصار القوات العسكرية التابعة ل«خميس»، ابن العقيد القذافي، إن أوضاع الجالية المغربية في المدينة كارثية، حيث يعيشون في أجواء من الخوف والرعب منذ عدة أيام ولم يعودوا يجرؤون على الخروج إلى شوارع المدينة للتبضع، مما حرمهم من الأكل والشرب، خصوصا بعد التحاق مشغليهم وأصدقائهم من الليبيين الذين كانوا يساعدونهم في الحصول على الطعام بالثوار، للدفاع عن المدينة في وجه المقاتلين التابعين للنظام الليبي. وأضاف عيور، في اتصال ل«المساء» به، أن هناك العشرات من العائلات المغربية الموجودة حاليا في الزاوية، إضافة إلى مواطنين مغاربة قليلين من العزاب، لكون أغلب المهاجرين هم من المتزوجين الذين اصطحبوا عائلاتهم معهم، وقال إن المغاربة في المدينة المذكورة أغلقوا على أنفسهم الأبواب داخل بيوتهم بأقفال حديدية وحفروا حفرا لإخفاء أطفالهم، تحسبا لأي هجوم بالطائرات، بعدما هدد العقيدة القذافي بقصف المدينة في حال لم تتوقف المظاهرات صبيحة أمس الأربعاء. وأوضح عيور أنه حاول، رفقة عائلته ومجموعة من المواطنين المغاربة، دخول العاصمة طرابلس، التي تبعد بنحو 50 كيلومترا عن الزاوية، حيث يعم هدوء نسبي، لكنهم وجدوا صعوبات كبيرة في مغادرة المدينة. وقال عبد اللطيف الحيمر، الذي يوجد بعض أفراد عائلته وأصهاره في الزاوية ومصراتة، إنه يواجه صعوبات في التواصل مع ذويه هناك، بسبب حالة الغليان في البلاد، وقال إن أتباع «خميس»، ابن القذافي، كانوا يوزعون بطاقات التعبئة الهاتفية على الجاليات العربية والأجنبية المقيمة في الزاوية مجانا، للاتصال بعائلاتهم، لكن تلك البطاقات توقفت بعدما أصبحت المدينة تحت سيطرة الثوار، مما أعاق التواصل بينه وبين أفراد عائلته، لأن الحصول على البطاقات أصبح صعبا. وأضاف أنه يتصل مرات عدة، وبشكل يومي، بوزارة الشؤون الخارجية والتعاون، حيث تشكلت خلية خاصة لمتابعة أحوال الجالية المغربية في ليبيا، لكنه لا يتلقى أي رد مقنع، مضيفا أن مسؤولا في مصلحة القنصليات المغربية في الخارج رد عليه: «أكثروا من الدعاء»... وقال الحيمر إن مصير المغاربة في الزاوية أصبح مهددا بعد الأنباء التي نشرت حول انضمام عناصر تابعة لجبهة البوليساريو بمرتزقة القذافي، لأن هؤلاء قد يستهدفون المغاربة في أي لحظة. ونفى خالد عيور خالد أن يكون أي من المواطنين المغاربة في الزاوية قد أصيب بأذى، هذا في الوقت الذي أكدت مصادر مقربة من إحدى العائلات في تاونات، تدعى»عرقوب»، نبأ مقتل ابنها عزيز عرقوب، البالغ من العمر 23 سنة خلال الأحداث التي كانت مسرحا لها مدينة بنغازي خلال الأيام الماضية، مشيرة إلى أن العائلة توصلت بالخبر عن طريق المشغل الليبي الذي كان يعمل معه عزيز في معمل للأفرشة.