نظم العشرات من أنصار حركة» 20 فبراير»، عشية أول أمس، وقفة احتجاجية أمام ساحة النافورة في مدينة القنيطرة، استجابة لنداء الحركة للتنديد بالأوضاع المتردية التي ترزح تحتها أغلبية الشعب المغربي، والمطالبة بإصلاحات سياسية واقتصادية واجتماعية. وفوجئ المشاركون في هذه الوقفة بالإنزال الكثيف للقوات العمومية، التي فاق عدد عناصرها عدد المحتجين، في الوقت الذي طوقت عشرات السيارات، التابعة لمختلف أجهزة الأمن، كل المداخل المؤدية إلى مكان الاحتجاج، تحسبا لوقوع أعمال شغب، فيما بدا غالبية الراجلين غير آبهين بما يجري ويدور في عين المكان، الذي كانت أغلب المقاهي المحيطة به غاصة بروادها الذين كانوا ينتظرون بلهفة كبيرة، النقل المباشر لمباراة برشلونة ومايوركا... وكان لافتا للانتباه الحضور المكثف للطلبة المنتمين إلى حساسيات يسارية مختلفة وقيادات سياسية محلية معروفة تمثل التيار نفسه، إضافة إلى العديد من »الوجوه» التي اعتادت المشاركة في كل المحطات النضالية، حيث توحدوا جميعا حول مطلب إسقاط الفساد والاستبداد ومحاربة الرشوة و«الحكرة» والبطالة وتحسين وضعية المواطنين وتعديل الدستور والكف عن نهب خيرات البلاد. وعكس ما كانت تتوقعه الجهات المنظمة من إمكانية تعرضهم للقمع، سيما في ظل المنع الذي أُشعر به العديد من النشطاء الحقوقيون من طرف باشا المدينة، فإن الوقفة مرت في أجواء سلمية جد عادية، حيث لم تسجل أي مواجهات أو اعتقالات أو أعمال عنف خلال هذه الحركة الاحتجاجية، وظل جميع رجال الأمن يترقبون الوضع بكل حذر، فيما تعبأت شرطة المرور لتنظيم حركة السير في الشارع الرئيسي المحاذي لساحة النافورة.