«تنْجيو هنا مع ال8 ديال الصباح أو نبقاو نتسناو الطبيب حتى ل10 ولا ال11 عاد إيجي، وحتى إلى جا، يدخل المكتب ديالو ويسد الباب.. را حنا مكرفصين فهاد الصبيطار».. هكذا تحدثت امرأة وهي تحضن صبيا صغيرا، عن الأوضاع الصحية في المركز الصحي في مدينة أكليم التابعة ترابيا لاقليم بركان، وهو المركز الذي تتكدس في فنائه الضيق والمتسخ أعداد هائلة من المواطنين نساء وأطفالا، رجالا وشيوخا، وسط فوضى يختلط فيها صياح الاطفال بأنين الشيوخ، والذي في ظل غياب من يتكلف بتنظيمهم وإرشادهم أضحى يشكل إحدى أهم النقط السوداء في قطاع الصحة في الإقليم. فالذين أوكل إليهم أمر تقديم الخدمات الطبية للمرضى، وعلى رأسهم الطبيب والممرضون المتواجدون في المركز قد تشغل البعض منهم أمورهم الخاصة إلى درجة أنهم قد يغادرون مكاتبهم غير آبهين بالمرضى. وقد قال أحد هؤلاء المرضى ل»المساء»: «ما كاين والو فهادْ الصبيطار، وحتى إيلا شافنا الطبيب راه ماتيعطيناش الدوا»... والأخطر من هذا أن الحالات المستعجلة التي تقصد هذا المركز يتم تحويلها الى مستشفى «الدراق» في بركان، لتضطر إلى قطع مسافات طويلة قد تصل الى أزيد من 50 كيلومترا، لأن هذا المركز يغطي مدينة أكليم وجماعتي «بوغريبة» و»الشويحية»، المعروفتين بشساعة مجالهما الترابي. وكثيرة الحالات التي توفيت في الطريق، لاسيما ليلا، لعدم وجود مداومة ليلية في المركز. وقد طالب المواطنون، في عريضة وقعوها مؤخرا، المسؤولين بضرورة حل هذا المشكل في المركز الصحي الجديد الذي تقترب الأشغال فيه من الانتهاء. وأوضح أحد مرضى داء السكري، من جهته، أن مرضى السكري لا يلاقون أي دعم داخل هذا المركز، خاصة في ما يتعلق بالأدوية، كالأقراص وحقنات «الأنسولين»، التي من المفروض أن تُمنَح لجميع مرضى هذا الداء بالمجان، لكنهم يجبرون عليهم شراءها، بالرغم من قلة ذات اليد، بشكل مستمر ومنتظم من الصيدليات، بالإضافة إلى افتقار المركز الى سيارة إسعاف تتوفر على المواصفات الطبية الضرورية، مما يدفع المرضى إلى الالتجاء إلى سيارة بلدية أكليم، التي لم تعد قادرة على تلبية جميع طلبات المرضى، خاصة أنها تتكفل بنقل حالات كثيرة الى مدن أخرى، كوجدة والرباط، ما دام المستشفى الإقليمي في بركان لا يتوفر هو الآخر على سيارة إسعاف مجهزة بالآليات الطبية، مما يجعل المريض «ضحية» لجشع أصحاب سيارات الإسعاف الخاصة، والتي لا تخضع لأي مراقبة أو متابعة من طرف المسؤولين الإقليمين، فإلى متى سيظل المرضى في الإقليم، وخاصة في مركز أكليم، يعيشون مختلف مظاهر الإهمال واللامبالاة.