أعقب عملية التخمر عملية استخراج الكحول المركز عبر تقطير المشروبات الكحولية، وهي عملية فصل العنصر القابل للتبخر أو التطاير من العنصر الأقل تبخرا وهو الماء من الخليط الذي نتجَ عن عملية التخمر السابقة عن طريق عملية التقطير وهي عملية بسيطة، تعتمد على السائل الناتج عن عملية التخمير العادي للمواد السكرية، حيث يتم تسخين الخليط بهدوء إلى أن يبدأ الكحول بالغليان أولا قبل الماء في الخليط، من ثم التبخّر والذي يتحوّل ثانية إلى سائل عند ملامسته للسطوح الباردة أو ما يسمى التكاثف. يمكن إعادة عملية التقطير لمرات متتالية حتى يتم الحصول على سوائل بدرجة التركيز الكحولي المراد لانطلاق معظم عمليات التقطير، بهدف الحصول على أنواع أخرى من الكحول القوي وباهظ الثمن والأكثر فتكا بصحة متعاطيه، حيث تصل نسبة تركيز هذه المشروبات الكحولية القوية عادة إلى نسبة من الكحول تصل إلى 40 % - 50 % كحول في الحجم ومهما كان تركيز الكحول سواء كان قويا أو ضعيفا فهو مضر ويحمل نفس الأخطار والآفات لمن يتعاطاه سواء بكمية قليلة أو كبيرة سواء تعلق الأمر بالإدمان البشع أو بتناوله كمشروب يصاحب تناول الطعام خلال الوجبات كما نرى في المجتمعات الغربية غير المسلمة. ما يستفاد من خلال شرح تصنيع الخمور أو الكحول أن فعلا مصدره مادة أو مواد طبيعية كعصير العنب الذي أساسا استهلاكه غير محرم وصحي في حالتها الطازجة، ولكن إخضاعها للتخزين لمدة معينة وهي العملية المتبعة لتحضيره والتي تعتمد أساسا على التخزين من أجل التخمير حولته إلى مادة الكحول المخدرة، وبالتالي يصبح تناوله محرما شرعا وقانونا، حيث تجعل منه هذه العملية مادة كيميائية لا تمث بصلة لمنافع المادة الأصلية، بل على العكس تماما الناتج هو مادة كيميائية تسبب مشاكل خطيرة على المدى القريب والبعيد.