في مفاجأة أثلجت صدور الكثيرين ممن خرجوا في الاحتجاجات غير المسبوقة في مصر، أعلن نائب الرئيس المصري عمر سليمان أمس الجمعة تنحي الرئيس المصري حسني مبارك نهائيا عن منصب الرئاسة وترك الأمور للمجلس الأعلى لقيادة أركان الجيش لإدارة البلاد. وكان آلاف المتظاهرين حاصروا المقر الرئاسي بقصر العروبة في منطقة مصر الجديدة في الساعات الأولى من صباح أمس الجمعة، مطالبين بتنحي الرئيس المصري حسني مبارك، كرد على خطابه الخميس المتمسك ببقائه في السلطة. ومن جهة أخرى، قدم حسام بدراوي الأمين العام الحزب الوطني الحاكم استقالته من أمانة الحزب، قائلا إن البلاد في حاجة إلى أحزاب جديدة. ونقلت القنوات التلفزيونية الفرحة التي سادت مراكز الاحتجاج في كل أنحاء مصر وخاصة في ميدان التحرير حيث عمت موجة من الفرحة والابتهاج ساحة ميدان التحرير بعد تلاوة خبر التنحي. وكان شهود عيان أكدوا إن المتظاهرين كانوا قرروا المرابطة أمام القصر الرئاسي في انتظار انضمام آخرين إليهم، وذلك بعد حالة «الاستياء والإحباط» بين صفوف المتظاهرين في أعقاب بيان لمبارك أذاعه التلفزيون المصري في وقت متأخر من أول أمس الخميس. وكان مبارك أكد في خطابه السابق أنه باق في السلطة حتى شتنبر المقبل مع تفويض اختصاصات رئيس الجمهورية إلى نائبه عمر سليمان. وأغلقت قوات الجيش طريقا أمام المتظاهرين إلى مدخل القصر، حيث وضعت أسلاكا شائكة أمام القصر لمنعهم من الوصول إلى الأبواب الرئيسية. وأفاد شهود عيان بأن آلاف المتظاهرين توجهوا أيضا نحو مبنى الإذاعة والتلفزيون المصري، عقب الكلمة التي ألقاها الرئيس حسني مبارك وكلمة نائبه عمر سليمان، داعين إلى العصيان المدني بعد خطاب أول أمس الخميس الذي قال فيه الرئيس المصري إنه يفوض سلطاته إلى نائبه عمر سليمان وإنه سيدخل إصلاحات على الدستور وسيسعى إلى تنظيم انتخابات نزيهة. وقال شهود في ميدان التحرير، بؤرة الاحتجاجات ضد حكم مبارك، بعد الكلمة التي وجهها الرئيس المصري عبر التلفزيون، إن أحد أعضاء «ائتلاف ثورة 25 يناير» قال إن شباب الانتفاضة سيدعون إلى «العصيان المدني العام حتى سقوط النظام». وكانت موجة من الغضب سرت بين المتظاهرين في ميدان التحرير مساء الخميس غضبا لعدم إعلان الرئيس حسني مبارك تنحيه الفوري عن السلطة، وطالب بعضهم الجيش بالانضمام إليهم في ثورتهم. وقام المئات من المحتجين بخلع أحذيتهم وإلقائها على الشاشة التي كانوا يشاهدون عليها مبارك وهو يلقي خطابه، فيما أخذت الجموع تهتف «يسقط، يسقط حسني مبارك! إرحل، إرحل». و«باطل، باطل».