كشفت مصادر عليمة من أوساط كبار منتخبي وبرلمانيي مدينة آسفي أن هناك تحركات سرية تشكلت، مؤخرا، تضم أسماء وازنة في مجلس مدينة آسفي على عهد رئيسه عبد الرحيم دندون (2002-2010) لدراسة جميع الإمكانيات التي قد تكون، حسبهم، «فعالة» لتقليص حجم ما سيتم الإعلان عنه من خلال التقرير النهائي لعمل قضاة مجلس الحسابات. وأشارت مصادرنا إلى أن عددا من كبار المنتخبين وبعض البرلمانيين حاولوا، بكل الوسائل، التقرب من قضاة مجلس الحسابات، في محاولة منهم لتوجيه عملهم، كما أن موظفين كبارا من درجة رؤساء أقسام ومصالح ببلدية آسفي حاولوا، أكثر من مرة، عدم التسرع في كشف وثائق مهمة تثبت تورط عدد كبير من المستشارين في ملفات وصفتها مصادرنا ب«الفاضحة»، والتي تخص، أساسا، قطاع التعمير وشؤون الموظفين والاستفادة من امتيازات عينية ومالية من ميزانية المجلس عبر صرف تعويضات عن تنقلات ومهام وهمية. واستنادا إلى الأنباء ذاتها، فقد عقد اجتماع سري ضم كبار مسؤولي مجلس عبد الرحيم دندون مع كبار مسؤولي المجلس الحالي، الذي يرأسه محمد كاريم، وقالت مصادرنا إن الغرض من الاجتماع كان هو «توحيد المواقف» إزاء التصريحات والتوضيحات التي سيتم عرضها على قضاة مجلس الحسابات في الاجتماعات التي يعقدها هؤلاء دوريا مع كبار المنتخبين، كما جرى الاتفاق على عدم «إدانة» أي طرف من المجلسين السابق والحالي. وعلم من مصدر موثوق أن رؤساء الأقسام والمصالح ببلدية آسفي ظلوا ينقلون، بكل التفاصيل، عمل قضاة مجلس الحسابات إلى مسؤولين بارزين في مجلس المدينة، وأن تنسيقا ثنائيا كان يتم بين هؤلاء وبين مسؤولين بارزين في مجلس المدينة السابق من أجل تجنب فتح «علب سوداء» على حد وصف مصدرنا، لم يفتحها بعد قضاة مجلس الحسابات، في وقت كشفت فيه معطيات، شبه مؤكدة، أن وثائق مهمة تدين أسماء وازنة في أغلبية ومعارضة مجلس عبد الرحيم دندون قد اختفت ولم يعد لها أثر. من جهته قال عبد الرحمان دبوح، الكاتب الإقليمي السابق لحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية بآسفي والعضو السابق في مجلس عبد الرحيم دندون، في اتصال خاص مع «المساء» أنه لا ينفي المعطيات التي نشرتها يومية «المساء» بخصوص ما يتم تداوله في إطار عمل قضاة مجلس الحسابات، مشددا على أنه لم يوقع بصفته مستشارا جماعيا سابقا على أي وثيقة مقابل تسلمه تعويضات «وهمية» عن التنقل أو التعويض عن المهام طيلة فترة الولاية الجماعية السابقة، كما أنه لم يستغل صفته كمنتخب سابق في توظيف مقربين منه أو أن يكون حصل على امتيازات عينية جراء ذلك، حسب تأكيده.