في الوقت الذي تم فيه تكريم عبد العزيز الرغيوي، المندوب الجهوي السابق للصناعة التقليدية بمراكش، من طرف جمعيات مدنية، وأعضاء من مجلس الغرفة الحالي، قاطع الحفل مجموعة من الغاضبين، وجمعيات مدنية أخرى، وقررت التهييء ل«محاكمة رمزية» للتسيير خلال العشر سنوات الأخيرة، التي قضاها الرغيوي على رأس القطاع. وأوضحت مصادر مطلعة في اتصال مع «المساء» أن أعضاء مجلس الغرفة يقومون بالتنسيق مع هيئات حقوقية بالمدينة الحمراء من أجل «توفير جميع شروط المحاكمة العادلة». وفي هذا الصدد، قال عبد العزيز الرغيوي، المندوب الجهوي السابق للصناعة التقليدية، إن المحاكمة الحقيقية لفترة وجوده على رأس القطاع، «هي تلك التي جسدها أعضاء المجلس الحالي، إضافة إلى مجموعة من الفاعلين الجمعويين، والتعاونيات وممثلين للتعليم العالي، الذين شرفوني بصدق». أما الأعضاء الذين دأبوا على تنظيم هذه المحاكمة، «فلا يعنوني بشيء، ولم يقدموا لقطاع الصناعة التقليدية بمراكش أي شيء«، مؤكدا في تصريح ل«المساء» أن أمر المحاكمة الرمزية التي أطلقها غاضبون داخل المجلس تحركها “أهداف سياسية مائعة، لا تمت إلى القطاع بصلة، قبل أن يتساءل قائلا: « ماذا قدم هؤلاء خلال 20 سنة للقطاع؟». وقد وجه 24 عضوا المجلس الحالي لغرفة الصناعة التقليدية بمراكش ملتمسا لعقد دورة استثنائية، طبقا للفصل 47 من النظام الداخلي، يتضمن جدول أعمالها تلاوة محضر الدورة السابقة، والمصادقة عليه، إضافة إلى عرض ومناقشة حصيلة المجلس لسنة 2010، وتحديد أولويات السنة الحالية، وتعديل بعض مقتضيات النظام الداخلي للغرفة. وقال عبد الرزاق الخالدي، رئيس لجنة الشؤون الثقافية و الاجتماعية، ل «المساء»، أن المعارضين للرئيس وضعوا أيديهم في يد الرئيس، وأعربوا عن حسن نيتهم في دعمهم في كل القضايا، التي تخدم مصلحة الغرفة، لكن الرئيس، يضيف الخالدي، «ضرب بكل ما نقوله ونفعله عرض الحائط، مما أثر سلبا على الصناعة التقليدية بمدينة مراكش، التي كانت رائدة في هذا المجال. وأشار الخالدي في تصريح ل «المساء» إلى أن المقترح الذي تقدم به للرئيس، تمثل في برنامج متكامل حول القطاع، ولم يجد أي صدى لدى الرئيس، مما يجعل الإهمال هو سمة المقترحات والمشاريع. من جهته، قال نجيب أيت عبد المالك، رئيس غرفة الصناعة التقليدية بمراكش، إن «هناك وزارة وصية كانت تتابع عمل المندوب السابق باستمرار، وهؤلاء لا يملكون الصفة القانونية للمساءلة»، مضيفا أنهم «يتطاولون على صلاحيات الوزارة الوصية، ثم إن نسبة كبيرة منهم، حديثو عهد بالقطاع ولا يعرفون شيئا عن الفترة السابقة». واعتبر أيت عبد المالك في اتصال مع «المساء» الحفل التكريمي الأخير الذي تم خلاله تكريم الرغيوي، «دلالة على المجهودات الجبارة، والخدمات الجليلة، التي قدمها عبد العزيز الرغيوي خدمة للصناعة التقليدية بمراكش»، مؤكدا في السياق ذاته أن المندوب السابق تمت ترقيته، أنه اليوم يقدم خدمات للقطاع على الصعيد الوطني، بعد ما ساهم في النهوض بالقطاع على الصعيد الجهوي». وأضاف أنما يهم اليوم هو العمل الدائم، والخروج من دائرة الفراغ. وبخصوص ملتمس عقد دورة استثنائية للمجلس، أكد نجيب أيت عبد المالك أنه هو من طلب عقد دورة عادية لمناقشة مجموعة من القضايا، التي لم يتسع المجال للتطرق إليها خلال الدورة الأخيرة.