أحد عشر شهرا كانت كافية ليدخل فؤاد عالي الهمة إلى الساحة الحزبية بعدما خرج من الباب الخلفي لوزارة الداخلية. أول أمس وضع الهمة طلب تأسيس حزب سياسي يجمع تحت خيمته خمسة أحزاب وعددا من الشخصيات المنتمية لحركة كل الديمقراطيين، هذه الحركة التي شكلت محطة استراحة للهمة قبل الإخراج السياسي لحزب العهد الجديد. رغم أن الملك محمد السادس قال في خطاب العرش الأخير إنه سيبقى كما كان ملكا لكل المغاربة، في إشارة لطمأنة الأحزاب الخائفة من استغلال الهمة لعلاقة الصداقة التي تربطه بالملك، رغم كل هذا، فإن جل الأحزاب وخاصة الاتحاد الاشتراكي وحزب الاستقلال، تخاف من أن يشكل الهمة حزبا كبيرا ينافسهم في الانتخابات ويشكل حزب القصر المفضل. وفي الوقت الذي يؤكد فيه بلاغ صادر عن حزب الأصالة والمعاصرة أن تأسيس هذا الحزب يراد منه «التموقع داخل المشهد الحزبي انطلاقا من مبادئ وأهداف واضحة»، ويطمح إلى المساهمة «في رص كل القوى الديمقراطية قصد كسب رهانات التحديث والتنمية»، وصف العربي المساري، القيادي في حزب الاستقلال، مؤسسي الأصالة والمعاصرة ب«وليدات الإدارة»، وقال في اتصال مع «المساء» إن الحزب الجديد خطوة في اتجاه مزيد من بلقنة المشهد السياسي المغربي، نافيا في الوقت ذاته أن تكون للحزب الجديد هوية واضحة. ورأى عبد العالي حامي الدين، عضو الأمانة العامة لحزب العدالة والتنمية، في تأسيس حزب جديد يحمل اسم «الأصالة والمعاصرة» من قبل فؤاد عالي الهمة خطوة لا أفق لها، وقال في اتصال مع «المساء» إن «الحزب الجديد يفتقر إلى مذهبية إيديولوجية واضحة، كما أن تأسيسه لا يعبر عن حاجة اجتماعية عميقة». وهو ما يعني، في نظر حامي الدين، أن تأسيس هذا الحزب هو تعبير عن إرادة فوقية سلطوية مرتهنة لمنطق التوازنات السياسية والخوف من الإسلاميين. وحول الإيديولوجية السياسية للحزب، قال حسن بنعدي الأمين العام لحزب «الأصالة والمعاصرة»: “نحن نرفض التصنيف”، وزاد موضحا: “نحن في الحزب نفضل الحديث عن التموقع بدل التصنيف السياسي الذي غالبا ما يكون مجانيا”، وأضاف: “نحن حزب ديمقراطي حداثي ومنفتح”. تفاصيل أكثر في السياسية