كشفت مصادر مطلعة أن المجلس العلمي الأعلى قد يكون قرر تجميد جائزة الخطبة المنبرية، التي كان مقررا أن يتم الإعلان عنها في الفترة الماضية، نظرا لوجود خلافات داخل المجلس حول المعايير المعتمدة وحول طريقة تدبير ملف الخطباء الجدد الذين قد يحصلون عليها. وقالت المصادر إن الجائزة، التي كان من المقرر أن يعلن عنها قبل خمسة أشهر، وفقا للمرسوم المحدث لها، والذي يحدد موعدها في شهر شوال من كل عام، شكلت موضوع نقاشات قوية بين أعضاء المجلس حول احتمال الاستمرار فيها أو إلغائها بالمرة، نظرا لما يمكن أن يترتب عنها على مستوى الحقل الديني بالمغرب، مضيفة بأن الجائزة يمكن أن تظهر وجوها جديدة من الخطباء من شأنها مزاحمة بعض الأسماء المعروفة داخل المجلس الأعلى والمجالس المحلية، مما يطرح على المجلس الأول مشكلة التعامل مع هذه الفئة الجديدة، التي من شأن حصولها على الجائزة الوطنية الكبرى للخطبة المنبرية أن يمنحها حضورا اجتماعيا أكبر وسمعة علمية جديدة، الأمر الذي قد يكون داعما لها أكثر في إسماع صوتها، خصوصا في ظل الوضع الحالي الذي تعيشه المجالس العلمية المحلية. وأكدت المصادر أن انتماءات بعض الخطباء في عدد من المناطق والأقاليم إلى تنظيمات إسلامية، مثل حركة التوحيد والإصلاح، يشكل واحدا من الهواجس الكبرى لدى المجلس العلمي الأعلى بخصوص الجائزة المنبرية، لأن فوز بعض هؤلاء بالجائزة سيكون نوعا من إضفاء المشروعية على هذه الانتماءات. وأوضحت المصادر أن المجلس العلمي الأعلى كان قد وجه مذكرة إلى مختلف المجالس المحلية تهيب بها اختيار مرشحيها ورفعها إلى لجنة مختصة تتشكل من الكاتب العام للمجلس العلمي الأعلى رئيسا وثلاثة رؤساء للمجالس العلمية المحلية يختارهم الرئيس ومدير الشؤون الإسلامية أو من ينوب عنه، إلا أنه لم يتم إعلان النتائج لحد الآن، رغم مرور حوالي خمسة أشهر على موعدها القانوني، مؤكدة في نفس الوقت أن المجلس قد يكون أجل إعلان أسماء الفائزين وتسليم الجوائز إلى مناسبة المولد النبوي هذا الشهر. وتمنح الجائزة الوطنية للخطبة المنبرية، حسب المرسوم المحدث لها، إلى خطيب واحد على الصعيد الوطني، بينما تمنح جائزة تنويهية لأحسن خطيب على مستوى نفوذ كل مجلس علمي محلي، وجائزة تقويمية لأحسن خطيب في المدينة والبادية، ويحصل الفائز بالجائزة الوطنية على مكافأة مالية تقدر ب 50 ألف درهم، بينما يحصل الفائزون الآخرون على مبلغ مالي قيمته 30 ألف درهم، ويخضع المتبارون لمباراة كتابية يكتب فيها كل مرشح خطبة منبرية، كما تحضر لجنة تحكيمية خطبة كل واحد من المرشحين في المسجد الذي يزاول فيه.