استهدف تفجير انتحاري صالة وصول الرحلات الدولية في المطار. ولم تعلن أي جهة حتى الآن المسؤولية عن الانفجار الذي وقع في المنطقة التي يتلقى فيها المسافرون أمتعتهم عقب نهاية الرحلة. وفي أول رد فعل رسمي على الحادث، قال الرئيس الروسي ديميتري ميدفيديف إن من يقفون خلف هذا العمل «الإرهابي» سيتم الوصول إليهم ومعاقبتهم. وقد أرجأ ميدفيديف رحلته التي كانت مقررة إلى سويسرا لحضور أعمال منتدى دافوس، وأصدر أوامر بتطبيق نظام أمني خاص في كل شبكة المواصلات في البلاد. وأكد الرئيس الروسي أنه تم تشكيل لجنة تحقيق لكشف الملابسات، التي أدت إلى الهجوم ومدى الالتزام بتطبيق الإجراءات الأمنية في ضوء التعديلات التشريعية التي أقرت مؤخرا. وأشار إلى وجود ثغرات أمنية يجب الكشف عن طبيعتها، وقال مراسل «بي بي سي»، للشؤون الأمنية غوردون كوريرا إن أصابع الاتهام قد توجه على الفور إلى الجماعات المسلحة في القوقاز بتدبير الهجوم. من جهة أخرى، قال متحدث باسم رئيس الوزراء الروسي فلاديمير بوتين إنه لا توجد حكومة يمكنها حماية كل مواطنيها من هجمات كهذه في جميع الأوقات. وأضاف المتحدث ديمتري بيسكوف، في تصريح ل«بي بي سي» «أن الحكومة تتخذ كل الإجراءات الضرورية لحماية المواطنين، لكن بسبب طبيعة الإرهاب لا يمكن لأي دولة في العالم أن تكون بمأمن بنسبة 100 في المائة من هجماته». وقد توالت ردود الفعل المنددة بالهجوم من طرف الرئيس الأمريكي باراك أوباما، ورئاسة الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي ورئاسة الحكومة البريطانية. وأدان الرئيس الأمريكي ما وصفه «بالعمل الإرهابي المثير للاستنكار»، بينما أرسل حلف الناتو رسالة تضامن إلى الحكومة الروسية. ودعا رئيس الاتحاد الأوروبي هيرمان فان رومبوي إلى معاقبة المسؤولين عن الهجوم، كما بعث وزير الخارجية البريطاني ويليام هيج بتعازيه إلى الحكومة الروسية، بينما أجرى رئيس الوزراء ديفيد كاميرون اتصالا هاتفيا بالرئيس الروسي. ووصف المحققون الحادث بأنه «عمل إرهابي». كما وصف أحد شهود العيان موقع الانفجار بأنه «مذبحة» في حديث للإذاعة الروسية. وقال شاهد عيان آخر يدعى اندريه كان يقف بالقرب من مكتب الاستعلامات في المطار إن «الضحايا المحترقين يركضون في المكان». وأضاف في اتصال مع إحدى الإذاعات المحلية «شيء مرعب يحدث هنا. عشرات الناس يسحبون على نقالات». وقال شاهد عيان آخر إن المفجر الانتحاري صرخ «سأقتلكم» قبل أن يفجر نفسه. وذكر شاهد عيان آخر أن بعض القتلى كانوا من سائقي سيارات الأجرة الذين اصطفوا بانتظار استلام المسافرين حقائبهم. وقالت هيئة التحقيقات الروسية في بيان إن تحقيقا جنائيا فتح بشأن «عمل إرهابي». وفور وقوع الحادث شددت قوات الشرطة الروسية إجراءاتها الأمنية في المدينة. وقد وضعت الشرطة في حالة تأهب بعد الهجوم الانتحاري. كما فرضت رقابة مشددة في محطات قطارات الأنفاق وجميع مطارات العاصمة. وقد تم إغلاق المطار تماما إثر الهجوم وتم تحويل كل الرحلات القادمة إلى مطار آخر في موسكو. يذكر أن 90 شخصا لقوا حتفهم في رحلتين أقلعتا من مطار دوموديدوفو عام 2004، عندما استطاع انتحاريان شراء تذكرتين بصورة غير قانونية من المطار وفجرا نفسيهما في الجو. يشار إلى أنه في دجنبر 2009 أعلن المتمردون الشيشان مسؤوليتهم عن تفجير قطار سريع بين موسكو وسانت بترسبورغ، مما أدى إلى مقتل 26 شخصا. وفي مارس الماضي لقي 39 شخصا حتفهم وجرح أكثر من 60 في انفجارين متزامنين في موسكو.