تطورت الخلافات بشكل درامي بين مدرب ريال مدريد البرتغالي جوزيه مورينيو والمدير العام الأرجنتيني خورخي فالدانو، الأمر الذي يؤكد أن الطرفين لا يستطيعان تجاوز الخلافات الشخصية بينهما، بعد فترة من التهدئة لم تدم طويلاً. ويرى مراقبون أن هذه الخلافات، التي لا زالت قائمة وتتجدد باستمرار، باتت تؤكد قرب رحيل أي منهما عن النادي الملكي، وهو الأمر الذي وضع رئيس النادي فلورنتيو بيريز ومستشاره زين الدين زيدان في موقف المفاضلة بين الرجلين. وكشفت تقارير صحافية أن فالدانو استقال من منصبه، لكن لم يتم تأكيد ذلك، في حين أعلن مورينيو صراحة أنه سوف يترك الريال في حال بقاء فالدانو الصيف المقبل. وباتت الخلافات بين الرجلين علنية، حيث وصلت الأمور فيما بينهما إلى طريق مسدود، إذ اشتعلت الأمور أواخر الشهر الماضي حين اتهم مورينيو فالدانو بأنه يقف في طريق التواصل بينهما ويرفض مطالبه ولا يمنحه الدعم المطلوب. ويأخذ مورينيو على فالدانو عدم التعليق على الأداء التحكيمي في مباريات ريال مدريد وتركه وحده يتعرض للإيقاف بسبب تصريحاته، فضلا عن تجاهل مطالبه بالتعاقد مع مهاجم جديد في فترة الانتقالات الشتوية في ظل إصابة هيغواين وتذبذب مستوى بنزيمة. وأشار مورينيو إلى أن فالدانو لم يحرك ساكنا عندما تعرض مورينيو لهجوم شرس من مانولو بريسيادو، مدرب سبورتنغ خيخون، الذي وصفه ب«الوغد». كما أقدم فالدانو على تهنئة راموس على ظهوره في مؤتمر صحفي عقب خسارة الكلاسيكو، رغم تعليمات مورينيو للاعبين بعدم التحدث للإعلام وقتها. وخلال الأسبوع الجاري وفي تطور لاحق وخطير، أصدر مورينيو قرارا بمنع دخول فالدانو غرف ملابس اللاعبين في الملعب قبل وبعد المباريات، إضافة إلى منعه من حضور التدريبات بمدينة فالديبيباس الرياضية التابعة للنادي، مع العلم أن فالدانو اعتاد الدخول إلى غرف ملابس اللاعبين قبل وبعد المباريات للتحدث معهم. وبدأ مورينيو في تطبيق هذا الأمر خلال مباراة الفريق الأخيرة يوم الأحد الماضي أمام ريال مايوركا. ولم يكتف مورينيو بذلك، بل أعلن للاعبيه أنه إذا لم يرحل فالدانو عن منصبه في يونيو المقبل سيكون قراره هو إنهاء عقده مع الريال. وعقب تلك الاتهامات قال فالدانو، الذي عُرف عنه عدم رغبته في التعاقد مع مورينيو منذ البداية، إن ما ذهب إليه مورينيو بمطالبته بالاجتماع مع بيريز ليس إلا تسخينا للأجواء لا داعي له. وفي وقت لاحق، كشفت صحيفة «كادينا سير» أن المدير العام للريال فالدانو استقال من منصبه على خلفية نزاعه مع المدرب جوزيه مورينيو . بدورها لم تؤكد صحيفة «آس» الاستقالة، لكنها نقلت أنباء عن عدم سفر فالدانو إلى إشبيلية مع الفريق، الذي يستعد لمواجهة فريق إشبيلية في نصف نهائي الكأس للمرة الأولى منذ تسلمه مهامه وتوجهه لمقابلة الرئيس بدلاً عن ذلك، وهو ما يشكل دليلا قويا على صحة أنباء الاستقالة. وكانت صحيفة «ماركا» الإسبانية قد نشرت على غلاف صفحتها الأولى استطلاعا تم إجراؤه عبر الموقع الإلكتروني للصحيفة وشارك فيه خمسة آلاف متصفح، حيث يرى 73% منهم أن مورينيو وفالدانو لا يمكنهما العمل معا، مقابل 27% يؤمنون بعدم وجود حاجة للتغيير.في الوقت نفسه، دعا بيريز فريقه الإداري والجهاز الفني بريال مدريد إلى التزام الوحدة وعدم الحديث عن الخلافات أمام وسائل الإعلام، مما قد يضر باستقرار الفريق في منتصف الموسم. وقال بيريز إن العدو خارج النادي وليس داخله، بيد أن مورينيو مازال متمسكا بالتواصل مباشرة مع الرئيس دون أن يكون فالدانو همزة وصل بينهما.