قال الأمين العام لحزب العدالة والتنمية، عبد الإله بنكيران، إن أساليب المكر والخداع والتلاعب بالقضاء وبالأمن الذي يشهده المغرب من قِبَل بعض الأطراف، هو الذي أدى إلى ما وقع في تونس. وأضاف بنكيران، في كلمة له في لقاء عقد أول أمس السبت في طنجة: «نحن لا نخوّف أحدا وإنما نحذّر من أن يأتي يوم لا يستمع في أحد لأي حزب، لا لحزب الاستقلال ولا لحزب آخر، بما في ذلك العدالة والتنمية، وتقوم الفوضى داخل البلاد». وقد هاجم الأمينُ العام لحزب العدالة والتنمية القياديَّ في حزب «الأصالة والمعاصرة» إلياس العماري، واصفا إياه ب«ستالين»، في إشارة إلى الدكتاتور السوفياتي الراحل جوزيف ستالين، وقال إنه «يصنع الرّهاب داخل الأحزاب وبين المستشارين، لجعلهم ينضمون إلى حزبه». وقال القيادي الإسلامي، الذي كان يتحدث في المهرجان التواصلي الذي نظمته الكتابة الإقليمية لحزب العدالة والتنمية في طنجة، «إن هذا الشخص، في إشارة إلى العماري، يشعل النار أينما ذهب، ابتداء من الحسيمة التي لم نعهد جمهورها يثير الشغب، إلى مدينة العيون، حيث يقوم النزاع حول الصحراء». من جهة أخرى، تحدث بنكيران عن إصلاح القضاء وقال إن «الملك تطرق إلى هذا الموضوع خمس مرات، ومع ذلك لم نستطع إصلاح القضاء، لأننا -بكل بساطة- نتلاعب به، وما زال القضاء عندنا يخضع لمنطق التوجيهات والأوامر». وعاد بنكيران، مرة أخرى، إلى موضوع انتفاضة تونس وقال: «نحن لسنا تونس، ولكنْ إذ استمر الوضع على هذا النحو، لا ندري إلى أين سنصل». ولم يدع الأمين العام لحزب العدالة والتنمية فرصة هذا اللقاء تمر دون أن يتطرق إلى الوضع السياسي في مدينة طنجة وقال إن «ما وقع في شبيه بحكم ستالين». واستغرب بنكيران، في نفس السياق، كيف أن عمدة هذه المدينة لم يكن مرشحا لدى حزبه قبل سنة ونصف حتى لرئاسة مقاطعة، واليوم أصبح رئيسا للمجلس. وقال بنكيران، في كلمته التي حضرها مسؤولو الاتحاد الدستوري والحركة الشعبية، إضافة إلى أحد أعضاء الكتابة الجهوية لحزب الأصالة والمعاصرة، إن المستشارين الذي صوتوا على العمدة الجديد كانوا خائفين ومرعوبين إلى درجة أن الجميع صوت عليه يوم الانتخابات، باستثناء حزب العدالة والتنمية واثنين آخرين لا ينتمون إلى الحزب. واعتبر بنكيران أن الطريقة التي يتحرك بها هذا الحزب، أي الأصالة والمعاصرة، تسير في اتجاه خلق أزمة سياسي في المغرب. وفي نفس السياق، أشار بنكيران إلى أن «هناك طبقة وسيطة بين الملكية والوطنيين منذ الاستقلال لا تعبر عن نفسها علانية ولا تتواجه مع الأحزاب ولا تدخل إلى الانتخابات وتسيّر الحكومة، بل إنها تدس كلامها بالليل والنهار وتوهم الأطراف بصراع قائم بين الوطنيين والملكية، حتى تستفيد هي لتمسك بخناق الوطن وتستغل ثرواته ولتصبح من الأثرياء بدون كد ولا جهد».