كشف محمد عامر، الوزير المكلف بالجالية المغربية المقيمة بالخارج، أن الحكومة المغربية خصصت هذه السنة مبلغ 12 مليار سنتيم لتأهيل الحقل الديني في الخارج. وأوضح عامر أنه، في إطار ميزانية 2008، تم تخصيص المبلغ المذكور لتدبير الشأن الديني، مشيرا إلى أن هذا القرار يعد سابقة في تاريخ المغرب الذي لم يسبق له أن رصد إمكانيات بهذا الحجم لمعالجة مشاكل القطاع الديني في الخارج. وأكد محمد عامر، في حوار شامل خص به «المساء»، أن تدبير الحقل الديني في الخارج هو من الأولويات الاستراتيجية للبلد لاعتبارات ورهانات يعرفها الجميع، وفي سياق آخر، نفى محمد عامر، الوزير المكلف بالجالية المغربية المقيمة بالخارج، أن يكون عدد المهاجرين الذين دخلوا إلى المغرب خلال الصيف الحالي انخفض بالمقارنة مع السنوات الماضية. وأكد عامر أن عدد أفراد الجالية المقيمين بالخارج الذين قضوا عطلتهم الصيفية في المغرب عرف ارتفاعا بنسبة 10 في المائة خلال الموسم الجاري. وتشير الأرقام المتوفرة إلى أن عدد المهاجرين الذين وصلوا إلى المغرب إلى حدود الأسبوع الأول من شهر غشت الجاري بلغ مليوناً و400 ألف نسمة. وبلغت أعداد المهاجرين المغاربة الذين عبروا التراب الوطني خلال السنة الماضية مليوني نسمة. وعزا الوزير المكلف بالجالية المغربية المقيمة بالخارج تزايد أعداد المهاجرين المقبلين على قضاء العطلة في المغرب إلى تطور عدد من القطاعات بالبلاد التي ساهمت في الرفع من أعداد المهاجرين المغاربة الوافدين على المغرب والسياح أيضا. وحسب عامر، فإن عدد المهاجرين المغاربة المقيمين بالخارج تضاعف ما بين سنتي 1998 و2007، حيث ارتفع العدد من مليون و600 ألف إلى ما يفوق ثلاثة ملايين و500 ألف مغربي يعيشون بالخارج، وهذا التطور، يضيف، مرتبط بنقطة مهمة تتعلق بالتجمع العائلي، ومرتبط كذلك بالتزايد الديمغرافي في بلدان الإقامة، وأيضا بالهجرة الحديثة، خاصة في اتجاه بعض الدول الجديدة، أو ما يسمى بمناطق الهجرة الجديدة، كإيطاليا وإسبانيا وأمريكا وكندا وبعض الدول العربية. وتشير المعطيات المتوفرة إلى أن عدد أفراد الجالية المغربية في الخارج يتزايد سنويا ب70 إلى 75 ألف نسمة، وأن ما يفوق 80 في المائة من المهاجرين يتركزون في أوربا، و أن هناك داخل أوربا قطباً أساسياً هو فرنسا التي تستقطب ما يفوق 40 في المائة من الجالية. وإلى جانب ذلك، يتواجد المغاربة في كل القارات. إلى ذلك، ذكر عامر أنه عكس المعلومات المتداولة بشأن انخفاض تحويلات المغاربة المقيمين بالخارج، فإن هذه التحويلات في تصاعد مستمر، مشيرا إلى أن قيمة هذه التحويلات تتراوح ما بين 15 و20 في المائة. ورجح المسؤول الحكومي ألا تختلف السنة الحالية عن سابقاتها في هذا الإطار. ووفق المعلومات المتوفرة، فإن قيمة تحويلات المغاربة المقيمين بالخارج بلغت في سنة 2007، 57 مليار درهم، وأشار عامر إلى أن التحويلات المباشرة والرسمية من المتوقع أن تصل إلى 60 مليار درهم خلال السنة الجارية.