لهن لمسة خاصة في الضيافة وحسن الاستقبال، ولحضورهن جاذبية محببة بالنسبة للزبائن كشكل وصوت وبرستيج، ووجودهن يعطي راحة نفسية للزبائن. لكن، وبالرغم من ذلك فإن قدر مضيفات الاستقبال المحتم، هو التعرض الدائم للمغازلة والتحرش، فتيات في عمر الزهور يجدن أنفسهن في وجه اندفاع بعض الرجال وراء غرائزهم وفي قوالب لصور نمطية، جعلت منهن «عاهرات» حتى يثبت العكس. فتيات يرحبن بالزوار بابتساماتهن الجميلة، لكن خلف هذه الابتسامات التي ترتسم على وجوههن يخفين معاناتهن اليومية مع الصورة التي وضعهن فيها المجتمع، فإلى جانب المغازلة والتحرش الجنسي، الذي يكون مصير أغلب المضيفات فهن يكن عرضة للاستغلال المالي من طرف السماسرة ومديري المدارس الفندقية التي درسوا فيها. مقابل رواتب بعضها يكون مغريا وآخر مزريا تضطر الشابة إلى قبول بعض المغازلات أو حتى الخضوع في أحايين لرغبات الزبناء أو المدراء هربا من شبح البطالة. رواتبهن وساعات عملهن وظروفه تتفاوت، تبعاًً لتصنيف المطعم أو الفندق من خمس نجوم أو أكثر، إلى نجمتين أو أقل، أو حتى المعرض، لكن يبقى القاسم المشترك أنهن موجودات في ذلك المكان لاستقبال الزبائن وخدمتهم. في المغرب أو خارجه يكون على مضيفة الاستقبال المغربية التعامل اليومي مع مغازلات شرائح وأنواع مختلفة من الرجال. عمل مضيفة الاستقبال بالنظر للمبالغ التي تحصل عليها، خاصة في المعارض والتظاهرات، أصبح يغري حتى الطالبات بالبحث عن دخل مالي يساعدهن على متابعة دراستهن. فالأجور المغرية التي تحصل عليها مضيفات الاستقبال، خلال أيام العمل في المعارض الوطنية أو الدولية، يجعل هذا العمل وجهة مهمة لاستقطاب حسناوات كثيرات، خاصة أن هذا العمل لا يحتاج بالضرورة إلى دراسة أو خبرة معينة. قصص هذه الفئة من المجتمع تختلف من مضيفة إلى أخرى، فهذه قصة شابة تتعرض لاعتداء جنسي من طرف أحد الرياضيين المحترفين، لكنها لم تبلغ الشرطة مخافة الفضيحة ونفوذ الرياضي، وأخرى تزوجت صاحب ابن الفندق الذي كانت تشغل فيه بعدما رفضت منحه جسدها. هي نماذج متنوعة ومختلفة لفتيات اخترقن عالما لا يرحم المرأة ولا يعترف بغير جسدها وجمالها. لكن بالرغم من الانفتاح، الذي قد يبديه المجتمع المغربي في الوقت الراهن، فإن بعض الفئات لا تزال تعتقد أن هؤلاء الفتيات يأتين من أجل عرض أجسادهن مما يساهم في استمرار تلك الممارسات الخارجة عن القانون، التي قد تزكيها المضيفات أنفسهن، اللواتي يقمن بعرض مفاتنهن في بعض الحالات بشكل سافر. «المساء» اخترقت عالم مضيفات الاستقبال بالمغرب لتنقل لقرائها صورا حقيقية عن فتيات يقفن مرتديات الكعب العالي طيلة اليوم من أجل إضفاء نوع من الجمال على المكان الذي يشتغلن فيه.