هدد عدد من المواطنين من مستعملي سيارات النقل الكبيرة بالدارالبيضاء بالتصعيد والاحتجاج على ما وصفوه «أزمة خانقة» للنقل، حيث تتخلى عنهم سيارات الأجرة الكبيرة التي ترفض التوجه إلى وسط المدينة بذريعة الازدحام، وأن التوجه إلى وسط المدينة أصبح مغامرة تقلص وقت وربح السائق. وطالبوا وزير النقل، كريم غلاب، بالتدخل عاجلا لتنظيم عملية النقل عن طريق الطاكسيات، إذ لا يعقل ترك بعض السائقين الذين يعملون وفق هواهم والذين يغطون خطوطا بعينها دون أخرى، مما يتسبب في معاناة يومية لا حصر لها. «النقل في الدارالبيضاء أصبح كارثة، نفس سيناريو المعاناة يتكرر يوميا ولا علم لنا متى سينتهي. نحن نطالب غلاب بالتدخل لحل أزمة النقل في الدارالبيضاء عاجلا، مثلما أصر على مدونته واستطاع إخراجها إلى أرض الواقع نطالب بأن يخلص البيضاويين من أزمة النقل، لأن الوضع أصبح لا يطاق نهائيا، نحن ننتظر طاكسي أزيد من ساعة، وحتى سيارات الأجرة الصغيرة أصبحت ترفض التوجه إلى وسط المدينة مهما كان السعر الذي سيدفعه الزبون» تقول سعيدة وهي تستشيط غضبا، بسبب معاناتها اليومية مع النقل، فكل يوم جديد لسعيدة ولغيرها من المواطنين هو يوم يبدأ بالانتظار والازدحام والمعاناة وينتهي بنفس ما بدأ به. تضطر سعيدة، وغيرها من المواطنين والمواطنات بالدارالبيضاء، إلى التكدس بشكل «عشوائي» أو بالأحرى في النقط التي يمكن أن يعرج عليها سائقو سيارات الأجرة الكبيرة الذين أعلنوا «إضرابهم» عن التوجه إلى وسط المدينة، وأصبح الموفورون حظا من «يصادفوا» سائقا ظل متشبثا بالعمل في الخط الرابط بين وسط المدينة وباقي عمالات ولاية الدارالبيضاء الكبرى. تعتبر سعيدة التي أقسمت بأنها ستكون السباقة إلى اتخاذ إجراء يعيد لها حقها باعتبارها مواطنة لها الحق في أن تصل إلى عملها عن طريق وسيلة للنقل، وأن هذا يجب أن تسهر عليه الجهات المختصة، وأن تتدخل لتنظيم عملية النقل بالعاصمة الاقتصادية التي أصبحت «غارقة» في الفوضى، تضيف سعيدة، في ما يتعلق بقطاع النقل الذي كان قبل سنوات لا يعرف أي مشاكل، خاصة بالنسبة إلى مستعملي الطاكسيات من الحجم الكبير، حيث كان توزيعها ملائما، أما الآن فقد أصبح أغلب سائقي الطاكسيات الكبيرة يكتفون بنقل المواطنين بالشوارع التي لا تعرف اكتظاظا كما تكون أقل استهلاكا بالنسبة إلى الوقود، ويكون ربحهم أكثر أيضا، متجاهلين مصلحة المواطن الذي من فرط مشكل المواصلات وطول ساعات انتظاره التي يترتب عنها وصوله إلى مقر عمله في وقت متأخر أصبح مهددا بالطرد. وأكد عدد من المواطنين، من عمالة سيدي عثمان والبرنوصي، والحي المحمدي عين السبع، بالدخول في احتجاجات وتنظيم مسيرة احتجاجية صاخبة، في حال لم يتم حل مشاكل النقل بالعاصمة الاقتصادية، التي زادت حدتها بعد أن دخلت مدونة السير حيز التطبيق، ومما زاد من حدة مشاكل النقل أشغال مشروع «ترامواي» التي حولت الدارالبيضاء إلى ورش مفتوح، حيث أصبحت وسائل النقل تجد صعوبة في الوصول إلى وسط المدينة بسبب هذه الأشغال التي أعاقت عملية السير وشلت الحركة في بعض الشوارع، يؤكد بعض المواطنين ل«المساء».