احتج أزيد من نصف أعضاء المجلس القروي لسوق ثلاثاء الغرب إقليمالقنيطرة، صباح أول أمس، أمام مقر الجماعة، للتنديد بما وصفوها بالخروقات التي تشوب تسيير الرئيس الحالي، المنتمي لحزب الأصالة والمعاصرة، لشؤون الجماعة، وخرقه لمقتضيات الميثاق الجماعي، منددين في الوقت نفسه بتواطؤ رئاسة المجلس مع السلطة المحلية، قصد وأد طلبهم بعقد دورة استثنائية. واختار المستشارون الجماعيون، المنتمون إلى حزب جبهة القوى الديمقراطية، عصب أعينهم وتكميم أفواههم ب«السكوتش» للتعبير عن تذمرهم من التسيير الفردي المتسم، في نظرهم، بالتسرع والارتجالية من طرف رئيس المجلس، وبإيعاز من تقني الجماعة، الذين قالوا إنه يسيء إلى أعضاء الجماعة ويقوم باستفزازهم، مستغلا سلطته ونفوذه كشخص سهر على تكوين الرئاسة، ومستمدا قوته من جهل الرئيس التام بأبسط أمور التسيير اليومي، وانعدام خبرته ومحدودية معرفته، حسب تعبيرهم. واتهم المحتجون، محمد الرويش، رئيس المجلس، بالقيام بنفقات غامضة، والتورط في العديد من الاختلالات التي طالت الجوانب المالية والإدارية والقانونية، وإلغاء عقد الدورة الاستثنائية بدون سند قانوني، مؤكدين ارتكابه العديد من الممارسات غير المشروعة، واستغلاله النفوذ، وشططه في استعمال السلطة، داعين في هذا الإطار، قضاة المجلس الجهوي للحسابات إلى إيفاد لجنة تفتيش للتدقيق في مالية الجماعة. وأعرب أحدهم، في تصريح ل«المساء»، عن أسفه العميق إزاء تصرفات بعض مسؤولي السلطة وانحيازهم السافر لحزب الأصالة والمعاصرة، ومحاولة اختراق صفوف التيار المعارض، الذي انضم إليه أيضا نواب للرئيس، وتعبيد الطريق لهم للالتحاق بحزب التراكتور، وطالبوا الوالي بالسهر على تطبيق القانون والمشروعية بما يخدم المصلحة العامة. وموازاة مع هذه الوقفة، خاض العشرات من موظفي الجماعة نفسها شكلا نضاليا مماثلا للتعبير عن تضامنهم مع كافة الموظفين والأعوان ضد كل أشكال التهديد والاستفزاز التي يتعرضون إليها من طرف بعض المستشارين الجماعيين الذين يتدخلون في شؤون واختصاصات الموظفين، معلنين رفضهم التام التشهير بأي موظف والابتزازات التي يتعرض لها، واستعدادهم لرفع دعوى قضائية ضد كل المخالفين للقانون. بالمقابل، دافع محمد الرويش، رئيس المجلس القروي، بقوة عن نفسه، وأكد أن معارضيه تضايقوا كثيرا من حجم المنجزات والمشاريع التي تحققت في ظرف سنة ونصف من عمر الولاية الحالية، ولم يستسيغوا عدم تلبية مطالبهم الشخصية التي لا تمت للشأن العام المحلي بصلة، وقال المتحدث، إن معارضيه الذين يفتقدون النضج السياسي، حسبه، يريدون «افتراس» الجماعة عبر ابتزازه لإرغامه على الخضوع لنزواتهم ورغباتهم النفعية، وأشار إلى أن المضايقات التي يتعرض لها الموظفون، وعلى رأسهم تقني الجماعة، هي مجرد محاولات يائسة للنيل من سمعتهم والتقليل من مؤهلاتهم، ووضعهم رهن إشارتهم ليعملوا لحسابهم، ويهمشوا مصالح المواطنين.