توفي ثلاثة أطفال كانوا نزلاء بقسم الإنعاش التابع لمستشفى الأطفال ابن سينا بالرباط، في ظرف أسبوع واحد، نتيجة إصابتهم بميكروب غامض، حسب ما أكدته مصادر مطلعة ل«المساء». المصادر ذاتها أشارت إلى أن حالة من الهلع سادت قسم الإنعاش بعد أن تأخر تحديد طبيعة هذا الميكروب، خاصة لدى العاملين وبعض أسر الأطفال النزلاء تخوفا من انتقال العدوى، قبل أن تعمد إدارة المستشفى إلى إغلاق جزء من قسم الإنعاش، ومباشرة عملية تعقيم واسعة من أجل القضاء على الميكروب الذي أدى إلى تسجيل وفيات متتالية بلغت ثلاث حالات، كما لجأت الإدارة إلى توجيه تعليمات للعاملين بقسم الإنعاش من أجل اتخاذ الاحتياطات الوقائية اللازمة تفاديا لنشر الميكروب في أقسام أخرى من المستشفى. مصادر طبية مطلعة أكدت ل«المساء» أن انتشار هذا الميكروب ليس حالة منعزلة، بل سبق أن عرف مستشفى الأطفال عدة حالات مماثلة ذهب ضحيتها عدد من الأطفال الذين كانوا يعانون من نقص شديد في المناعة بسبب طبيعة الأمراض التي أصيبوا بها، كما ذهب بعض العاملين بالمركز الاستشفائي ضحية نفس الوضع في وقت سابق بعد انتقال العدوى من بعض النزلاء. إلى ذلك، أكدت ليندا العلمي، مديرة مستشفى الأطفال، التابع للمركز الاستشفائي ابن سينا بالرباط في اتصال هاتفي مع «المساء» أن طبيعة هذا الميكروب تم تحديدها، وأن جميع الاحتياطات الاحترازية تم اعتمادها من أجل مباشرة عملية تطهير بعد إغلاق جزء من قسم الإنعاش، وهي التدابير التي شملت أيضا المعدات المستعملة من أجل السيطرة على الوضع بالقسم الذي تبين أنه كان مصدر هذا الميكروب. من جهة أخرى، أكدت مديرة المستشفى أنها لا تتوفر على معطيات دقيقة حول مدى ارتباط الوفيات التي عرفها قسم الإنعاش بانتشار هذا «المكيروب»، وأكدت بالمقابل أن ذلك ربما راجع لطبيعة الأمراض التي كان الأطفال الثلاثة مصابين بها.