رفعت منظمة الصحة العالمية شعار الحق في الرؤية «النظر 20-20»، وهو رقم يمثل 6 في حدة الإبصار، للحد من زيادة عدد المرضى بالتعاون مع الجمعيات الطبية العلمية، حيث بلغ تعداد المصابين بمرض المياه الزرقاء «الغلوكوما» في العالم 60 مليونا عام 2007، ومن المتوقَّع ارتفاع العدد إلى 80 مليونا عام 2020، وتشكل الوراثة نسبة 30% من أسباب الإصابة بالمرض. وخلال مناقشات وأبحاث المؤتمر العاشر للجمعية المصرية لأمراض الغلوكوما، الذي أقيم في القاهرة، بالاشتراك مع مستشفى «مورفيلد» في لندن وبرئاسة الدكتور أحمد أبو العينين، كشف الدكتور جون بروكس، رئيس قسم الغلوكوما في مستشفى «مورفيلد»، عن السبب الرئيسي في حالات «الغلوكوما الخلقية» (المياه الزرقاء لدى الأطفال)، وهو سوء تكوين في زاوية خزانة العين الأمامية. وأوضح بروكس أحدث الأساليب العلاجية لحالات الغلوكوما الثانوية، كحالات الغلوكوما شائعة الحدوث للأطفال، بعد إزالة المياه البيضاء وعلاجها، بزرع صمامات خاصة تساعد على خروج السائل من العين. وعرض الدكتور أحمد مصطفى، أستاذ طب وجراحة العيون في «القصر العيني»، طريقة مستحدَثة لأول مرة لتشريح الصلبة أثناء جراحات المياه الزرقاء، باستخدام مشرط خاص يتمكن من تشريح طبقة متجانسة مقدارها 4X4 ملم في وقت قصير، لتتم تحت هذه الطبقة الجراحات النافذة وغير النافذة للمياه الزرقاء. وأوضح مصطفى كيفية حقن مادة حديثة ما زالت في الأطوار الأولى لاستخدامها تسمى «الهيلافلو» تحت الطبقة الصلبة وتحت الملتحمة أثناء جراحات المياه الزرقاء، لتكوين مكان يتجمع فيه السائل من داخل العين، لتخفيض ضغط العين، كما عرض كل ما هو حديث في مجال المياه الزرقاء ذات الزاوية الضيقة أو المنغلقة في العين من الداخل. وأكد الدكتور أحمد خليل، أستاذ طب العيون في معهد بحوث أمراض العيون، وسائل تقييم حالات الغلوكوما المختلفة (غلوكوما الأطفال) بخلاف ضغط العين، رغم أهميته في المرض، إلا أن طبيعة عيون الأطفال المرنة لا تجعل الضغط يرتفع بصورة واضحة، بينما تتأثر أنسجة العين بصفة عامة. وأوضح الدكتور مصطفى نصار، أستاذ طب العيون في جامعة «المنوفية»، أن التدخل الجراحي في بداية الحالات المرضية للإصابة بالغلوكوما يؤدي إلى الاستغناء عن العلاج الدوائي نهائيا، مع الاحتفاظ بسلامة العصب البصري. كما أظهرت المتابعة خلال 5 أعوام عدم تدهور الحالات بنسبة 80% من المرضى، في حين لم تتجاوز هذه النسبة 30% مع حالات العلاج الدوائي. كما شرح الدكتور علي خليفة، أستاذ طب وجراحة العيون في طب الأزهر، أحدث الطرق المختلفة في التشخيص المبكر للغلوكوما، حيث لا يعتمد فقط على قياس ضغط العين، كما كان متعارَفا على ذلك في السابق، وإنما يعتمد على أكثر من طريقة، من أهمها تصوير قاع العين بصورة ملونة بسيطة، حيث إن المرض يظهر في الصورة قبل شكوى المريض، كما أن أجهزة مجال الإبصار الحديثة يمكنها تشخيص المرض قبل قياس مجال الإبصار بالطرق التقليدية بخمس سنوات وقياس سمك الطبقة العصبية في الشبكية بجهاز التصوير الطبقي، حيث يظهر المرض قبل مجال الإبصار بالطريقة التقليدية بسبع سنوات. وعرضت الدكتورة إيمان الحفني، أستاذة الطب في المنصورة، تقنيتين لعلاج المياه الزرقاء لدى الأطفال، الأولى باستخدام الغشاء الأمينوسي وزراعته داخل العين. أما الثانية فتتم بزراعة أنابيب السليكون المثقبة أثناء العملية، لترشيح الضغط المرتفع. وقد أثبتت الطريقتان كفاءتهما منذ بداية إجرائهما وعلى مدى أربع سنوات.