علاقات جوار عادية تحولت فجأة إلى صراعات ونزاعات ومسلسل من التلاسن والقذف، وظلت العلاقة بين أسرتين تقطنان بإحدى العمارات بإقامة «رانية» بسيدي مومن بالدار البيضاء تزداد قتامة إلى أن أصبحت الأسرتان لا تطيقان بعضهما البعض، والغريب في الأمر أن الصراع بدأ بين رب الأسرة الأولى وربة الأسرة الثانية إلى أن بلغ الأمر إلى اعتداء لم يسلم منه حتى الأطفال. ظنت الزوهرة (من مواليد 1973) أن منزلها الجديد بسيدي مومن بالدار البيضاء سيمكنها أخيرا من العيش مع أسرتها الصغيرة بشقة متواضعة في راحة تامة، بعد أن أرهقها الانتقال من منزل إلى آخر من أجل الكراء. كانت كلها أمل وهي تلج منزلها الجديد، الذي كانت تتمنى أن يكون «عتبة خير» عليها وعلى أسرتها الصغيرة. تحرشات جنسية لم تبال الزوهرة بتحرشات أحد الأشخاص بها، رغم أنها وجدت في ذلك مسا بكرامتها وشرفها كامرأة متزوجة وأم لأربعة أطفال. لذا تجاهلت ما كان يصدر عن هذا الشخص من تحرشات إلى أن صرح لها مباشرة برغبته في ربط علاقة عاطفية معها، فواجهته مباشرة بالرفض لاستحالة ذلك لأنها على ذمة رجل آخر، وطلبت منه الابتعاد عنها، وأن تكون تلك آخر مرة يتحرش بها، محذرة إياه بأنها ستخبر زوجها إذا ظل مصرا على تصرفاته التي لا يمكن أن تصدر عن جار «محترم» تجاه زوجة جار يسكن معه في عمارة واحدة، فكانت إجابته بأن ما طلبه منها بطريقة حبية سيحققه يوما بالقوة وتحت الضغط. ضرب واعتداء بعد هذا القرار تغير أسلوب الجار فعلا، تؤكد الزوهرة، من مجرد تحرش، سواء في سلالم العمارة أو في الشارع، بشهادة الشهود، تضيف المعنية، إلى السب والقذف والاعتداء بالضرب، حيث تعرضت الزوهرة لكسر في يدها اليمنى وكدمات في أنحاء مختلفة من جسدها فقط لأنها حافظت عل شرفها وشرف أسرتها، وهو الاعتداء الأول الذي فتح الباب أمام المعتدي ليتابع سلسلة اعتداءات جسدية ولفظية على المعنية، التي كانت تتوجه بشكايات ضده، والتي لم تنصفها ولو واحدة منها، حسب تأكيدها، الشيء الذي اطمأن له الجار وجعله يستمر في اعتداءاته التي لم تستثن حتى أطفال جارته. ورغم أن أطفالها لم يرتكبوا أي ذنب ولا دخل لهم في المسألة، فإنهم لم يستثنوا من الاعتداءات، تؤكد الزوهرة، حيث حرض الجار أحد المنحرفين على طفلتها، التي لا يتجاوز عمرها 10 سنوات وهددها بالسلاح الأبيض، وبتاريخ 21 نونبر الماضي هاجم الجار ابنتها شيماء(حوالي 17 سنة) وكسر لها أنفها، ومع ذلك ظل حرا طليقا، رغم وجود الشهود الذين يعاينون حجم الاعتداءات المتكررة والمضايقات التي تتعرض لها أسرة المعنية، وهو الوضع الذي جعلها تدخل في نوبات مرضية بسبب إصابتها بمرض السكري. تهديد بالانتحار هددت الزوهرة بوضع حد لحياتها في ظل عدم متابعة الجار وإجباره على المثول أمام العدالة للتحقيق معه والوقوف على صحة أقوالها فيما يتعلق بالاعتداءات التي تتعرض لها، لأنها لن تقبل أن تكون فريسة لهذا الجار، الذي يعتبر نفسه فوق القانون، حيث صرحت المعنية أنه يوهم الجميع بأنه رجل قانون ومسؤول، ومهما كانت طبيعة الجهة التي التجأت إليها المشتكية فإنها لن تنال منه شيئا لأن له «جدرانا سميكة يستند عليها». وأضافت بأنه يدعي أنه عارف بالقانون وأن له الحق في فعل ما شاء دون أن تتم محاسبته. كما أكدت الأم أن طفلتها شيماء أصبحت تتبول بشكل لا إرادي بسبب قوة الضربة التي تلقتها في الأنف والتي نتج عنها كسر، حيث إن طبيبها المعالج أكد للأسرة أن قوة الضربة التي أثرت في المخ كانت سببا في هذا التبول اللا إرادي. أصبحت أسرة الزوهرة تعيش في خوف مستمر مما سيحمله كل يوم جديد، بسبب توالي الاعتداءات على أفرادها. خوف يعمقه عدم إنصافها قضائيا، لأن المعني بالأمر لم يتم تقديمه للعدالة لأنه لا يجيب على الهاتف، حسب تصريحاتها، حتى بعدما اعتدى على أطفال أبرياء لا قدرة لهم حتى على الدفاع عن أنفسهم. أصبحت الزوهرة تتجنب الخروج لقضاء مآربها خشية أي تصطدام مع الجار أو مع زوجته التي دخلت أيضا على الخط، وأصبح همها ينكب على أطفالها الأربعة، بل إن حياتها الزوجية أصبحت على وشك الانهيار والتفكك بسبب هذه النزاعات مع الجار، خاصة أن صبر زوجها بدأ ينفد لأنه تفادى طويلا التدخل تجنبا لحصول ما لا تحمد عقباه، لكن صبره تحول إلى إهانة ومساس برجولته التي تمرغت في الوحل بسبب هذا الجار، يقول الزوج. وقد طالب الزوج الجهات المسؤولة بالتدخل إنصافا لأسرته وتضميدا لجراحها وحفاظا على كرامتها وشرفها وتلافيا لأي عواقب قد تحصل في حال لم يتم إيقاف هذا الشخص عند حدوده.