سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
«حرب طائفية» في حزب الأصالة والمعاصرة تنتهي ب«اقتحام» مقر الكتابة الجهوية بفاس الكاتب الجهوي للحزب يتحدث عن «حرب العصابات» والمقتحمون يعتصمون ويطالبون برحيله
«اقتحم» ما يقرب من 100 عضو محسوب على مكاتب محلية من حزب الأصالة والمعاصرة مقر الكتابة الجهوية لهذا الحزب بوسط المدينة، مساء أول أمس الأحد، وقرروا، حسب تصريحات بعض مسؤوليهم، الدخول في «اعتصام مفتوح» إلى حين تدخل القيادة الوطنية للحزب من أجل إيجاد حل لما يقولون إنها أزمة داخلية يعاني منها هذا الحزب بسبب «تسيير انفرادي» لبعض رموزه جهويا. وردد «المقتحمون» شعارات غاضبة تطالب ب«رحيل» بعض مسؤوليهم الحزبيين، وضمنهم الكاتب الجهوي جواد اليعقوبي، وفريد أمغار، عضو بالمجلس الوطني للحزب، ونشطاء آخرون أغلبهم وفد إلى الحزب من «جهة اليسار». و«واكب» عملية «الاقتحام» محمد زلماض، برلماني الحزب عن مدينة صفرو والمحاسب المالي لمجلس النواب، إلى جانب عدد من عناصر الاستعلامات العامة (الإرجي) ومراقبة التراب الوطني (الديستي). فيما فضل الكاتب الجهوي للحزب «متابعة» المشهد عن بعد، قبل الابتعاد بسيارته عن المكان. أما عناصر الشرطة القضائية فقد عادت أدراجها بعد أن استدعيت للتدخل، بعدما أبلغ مسؤولوها بأن الأمر يتعلق ب«نزاع حزبي داخلي» لم تسجل فيه أي «أحداث عنف أو ضرب أو جرح» يستدعي منها التدخل. وعاشت عدد من المقاطعات بالمدينة، في الآونة الأخيرة، على إيقاع إحداث مكاتب محلية ب«رأسين»، أحدهما تابع لقياديين في الكتابة الجهوية للحزب وآخر تابع للكتابة الإقليمية للحزب. واتهم جواد المرحوم، مستشار في غرفة التجارة والصناعة عن حزب الأصالة والمعاصرة، وأحد «المتزعمين» للعملية، أعضاء في الكتابة الجهوية للحزب ب«التطاول على اختصاصات المكتب الإقليمي والمكاتب المحلية»، مضيفا بأن هؤلاء عمدوا إلى «تعويض» بعض المكاتب المحلية بمن أسماهم «المرتزقة». وقال، في تصريحات ل«المساء»، إن هذا «الاعتصام المفتوح» سيستمر إلى حين تدخل القيادة الوطنية للحزب. وقال أحمد أغربي، الكاتب الإقليمي للحزب، إن «المشكل يكمن في اختزال الحزب بالجهة في شخصين». وأضاف في تصريح ل«المساء» بأن «خصومه» وصلوا إلى مرحلة «تلغيم الميدان» و«إحراق الساحة» بإعلانهم إحداث مكاتب محلية لتجاوز مكاتب «شرعية» موجودة أصلا، في كل من مقاطعة سايس وزواغة وجنان الورد ووسط المدينة. ومن جهته، اتهم جواد اليعقوبي سوسن، الكاتب الجهوي للحزب، بعض العناصر من الحزب، ومعهم عناصر أخرى، رجح أن تكون لا علاقة لها الحزب، ب«اقتحام» المقر و«السيطرة عليه»، وربط بين عملية «الاقتحام» و«ابتزاز» يتعرض له مسؤولوه. وأكد بأنهم طلبوا من السلطات التدخل، بعد إخبارها بما وقع. وقال إن حزبه حزب مؤسسات وليس حزب أشخاص، «أما جمع العصابات وحرب العصابات فنحن نعرفها ونعرف من يقف وراءها ونستنكره استنكارا». وأكد جواد اليعقوبي بأن العناصر التي تزعمت هذه العملية ستكون مسؤولة، من الناحية القانونية، عن ضياع ملفات وصفها بالمهمة، في مكاتب هذا المقر، إلى جانب أموال أورد بأنها تم الاحتفاظ بها فيه. ونفى الكاتب الجهوي للحزب وجود أي مكتب قانوني للحزب بمقاطعة جنان الورد، مضيفا بأن الكاتب الإقليمي للحزب بنفسه لا يتوفر على الصفة القانونية. ولم تتمكن «المساء» من الحصول على تصريح فريد أمغار، عضو المجلس الوطني للحزب، بالرغم من الاتصالات التي أجرتها معه، إذ بقي هاتفه النقال يرن دون جواب.