أحي الرئيس الفرنسي السابق جاك شيراك، مساء يوم الجمعة الماضي، قداسا دينيا بمناسبة أعياد الميلاد داخل الكنيسة الكاثوليكية في حي «أقنيس» في تارودانت، وسط إجراءات أمنية مشددة، حيث حلّت في هذا الإطار فرق أمنية من مدينتي أولاد تايمة وأكادير لتعزيز الإجراءات الأمنية، كما شددت عناصر الدرك الملكي المراقبةَ في كل المداخل الرئيسية للمدينة. ولم يُخفِ سكان مدينة تارودانت، كالعادة، انزعاجهم من الإجراءات المتشددة التي تتخذها السلطات المحلية أثناء مرور موكب شيراك، حيث تتعطل حركة السير والجولان في حي «فرق لْحباب»، أحد أهم شوارع المدينة في اتجاه حي «أقنيس» إلى غاية نهاية مراسيم القداس الديني التي تستمر نحو ساعتين من الزمن، وهو ما بات يتسبب في تذمر واستياء المواطنين، بسبب تعطل مصالحهم الشخصية، حيث يجد العديد من مستعملي السيارات والدراجات أنفسهم مصطفين في طوابير طويلة، في انتظار السماح لهم بالمرور. ومن جانبهم، لم يُخْفِ سائقو الطاكسيات الكبيرة في المحطة الطرقية امتعاضهم من الإجراءات المبالَغ فيها التي باتت سلطات تارودانت تتخذها كلما حل شيراك بالمدينة، خاصة أثناء توجهه للكنسية. وفي هذا الصدد، قال مسؤول في نقابة قطاع الطاكسيات الكبيرة، التابعة للاتحاد المحلي للكونفدرالية الديموقراطية للشغل، إنه عادة ما تعمد السلطات الى إجبار السائقين إلى تغير وجهة سياراتهم صوب سور «باب الزركان» العتيق المحيط بالمدينة، وهو ما يخلق ارتباكا واضحا في السير العادي للمحطة، بدون أي مبررات معقولة. وقال المصدر نفسه إن مثل هذه الإجراءات تعتبر مسا بكرامة السائقين ومعاملة تحقيرية لهم، إذ ليس من المنطقيّ أن يتم التسبب في إزعاج السائقين ومرتادي المحطة الطرقية بمجرد مرور موكب شيراك. يشار إلى أن شيراك كان قد حل يوم الاثنين المنصرم، رفقة عائلته الصغيرة، بفندقه المفضل «الغزالة الذهبية» في تارودانت، لقضاء احتفالات أعياد السنة الميلادية، ومن المنتظَر ينهي زيارته للمدينة في اليوم الرابع من الشهر المقبل.