أحرز لحسن باكور، الشرطي الذي يعمل بمطار مراكش المنارة، بداية هذا الشهر الجائزة الأولى في مسابقة «القدس» للقصة القصيرة بمدينة أبو ظبي بالإمارات العربية المتحدة. وتعد الجائزة تتويجا لمساره الأدبي، الذي بدأ بالفوز بالجائزة الثانية بمدينة آسفي سنة 2003. وفاز باكور بجائزة «القدس» الأولى في الفئة الثانية، التي تتراوح أعمارها بين 26 و40 سنة عن قصته «المصعد». ولم يخف المتوج مفاجأته بالفوز بالجائزة الأولى، لأنه كما يقول: «هناك دائما من يكتب أفضل مني في مكان ما»، وإن كان القاص أحس كما قال ل«المساء» أنه سيكون من ضمن المتوجين في جائزة «القدس» في دورتها الثانية، خاصة بعد أن أبدى الكثير ممن قرأ قصة «المصعد» إعجابهم بها. وتقارب أحداث القصة المتوجة، موضوعة «الخوف»، الذي يعانيه أحد الأشخاص بسبب خوفه الشديد من استعمال المصعد، لكن تعرضه لعدد من التحديات، مكنه من إخراج الطاقة الكامنة بداخله لمواجهة هذه المواقف الصعبة وللتحرر من خوفه. واعتبر لحسن باكور في حديث مع «المساء» أن الكتابة الأدبية أنصفته لأنها «غير جاحدة تنصف من يكتب بصدق واستماتة». ووصف القاص الشاب، الذي يشتغل شرطيا بمطار مراكش المنارة، جائزة القدس ب»المهمة في مساره الأدبي، والتي ستشكل تحفيزا معنويا له في مساره الإبداعي». مسار بدأ منذ الصغر بالقراءة الكثيرة للقصص والروايات الأدبية، وتقوى في مرحلة الدراسة الثانوية، وتعمق أكثر في الفترة الجامعية، لكن القاص المراكشي يعتبر نفسه لا زال «في بداية تجربتي المتواضعة التي انطلقت منذ عشر سنوات». تجربة يحاول فيها باكور أن يمزج بين مهنته كشرطي و بين وضعه ككاتب للقصة القصيرة، محاولا أن يعكس ويترصد الأحداث بشكل أدبي، ويوضح القاص ذلك قائلا: «سيرتي المهنية قد تنطبع على سيرتي الأدبية، وليس هناك مشكل في تمازجهما». ورغم أن الشرطي الأديب يقر بأنه يكتب «كتابة المجهد»، لأنه يكتب في الوقت الذي من المفترض فيه أن يرتاح، فإنه يعتبر الأمر متجاوزا، لمن صارت له الكتابة «مطلبا وجوديا». ويصف «باكور» نفسه بأنه «كاتب قصة» أكثر منه شيئا آخر، لأنها «عشقه الأول»، ولهذا السبب يجد نفسه يُبدع في هذا الجنس الأدبي. ويأتي هذا التتويج العربي الثالث من نوعه ليعطي دفعة قوية للقاص المغربي في مساره الأدبي، خاصة أنه سبق له أن فاز في السنة الماضية بجائزة «دبي» الثقافية عن روايته «شريط متعرج من الضوء»، التي تم الشروع في طبعها بالمغرب، ومن المنتظر أن تظهر في السوق بداية السنة المقبلة. وفي سنة 2008 فاز «باكور» بجائزة «الشارقة» للإبداع عن مجموعته القصصية «رجل الكراسي». وسبق التتويجين العربيين تتويج آخر في مدينة آسفي عن قصته «الرجل والكلب» سنة 2003. وبذلك يكون القاص المغربي أكثر تتويجا على المستوى العربي منه داخل المغرب، ويرجع المتحدث ذلك إلى قلة الجوائز الأدبية التشجيعية في المشهد الثقافي المغربي. وعن مدينة مراكش التي وصفها القاص الشاب ب«مدينة الإبداع بامتياز»، قال إن التحولات الاجتماعية والاقتصادية، التي تعرفها المدينة الحمراء، تجذبه إلى إنجاز عمل أدبي حول جمال فضاءاتها، التي طالما أسرت كبار الكتاب العالميين.