تحول الطريق السيار الرابط بين مدينة الدارالبيضاءوالرباط إلى كابوس مخيف بالنسبة إلى السائقين بسبب أشغال التوسيع القائمة منذ شهور، والتي توقفت حاليا بعد أن تم فسخ العقدة التي كانت تربط الشركة البرتغالية المكلفة بتنفيذ الأشغال مع شركة الطرق السيارة، لتظل هذه الطريق على حالها، معرِّضة أرواح عشرات المواطنين لخطر الموت، بعد أن تم التهام جزء منها ووضع حواجز إسمنتية تتزاحم داخلها شاحنات الوزن الثقيل بمئات الحافلات والسيارات التي تتنقل يوميا بين الرباطوالدارالبيضاء. معظم مستعملي الطريق اليسار يعيشون، منذ شهور عديدة، لحظات رعب في كل مرة يفكرون في التجاوز. والسؤال الذي يطرح نفسه هنا بقوة هو: ما هي طبيعة الخدمات التي تقدم إلى مستعملي الطريق السيار مقابل المبالغ المالية التي يدفعونها في محطات الأداء التي أصبحت موزعة مثل الفطر، في استثناء جعلهم في مواجهة مباشرة مع خطر التعرض لحادث مميت، علما بأن هذه الطريق التي تعد الشريان الحيوي الذي يستعمله آلاف السائقين ستظل على نفس الحال إلى حين إجراء طلب عروض والشروع، من جديد، في أشغال التوسيع. وإلى ذلك الحين، لا يملك المواطن إلا أن يقرأ اللطيف وهو يقود سيارته، خاصة في ظل الظروف المناخية التي تعرفها بلادنا من هطول للأمطار القوية، في طريق لا يملك من صفة السيار إلا الاسم.