تسببت أربع حوادث سير شهدها الطريق السيار الرابط بين الدارالبيضاء والرباط، أول أمس الثلاثاء، في شل حركة المرور منذ الساعة العاشرة صباحا وإلى حدود الرابعة بعد الظهر. وحسب مصادر من مستعملي الطريق، فإن شاحنة صهريجية محملة بمواد سريعة الاشتعال انحرفت عن مسارها، كما انحرفت شاحنة أخرى كانت محملة بقضبان حديدية عن مسارها. وانقلبت أيضا شاحنة أخرى كانت محملة بالذرة متسببة في قطع الطريق الرابطة بين مدينتي المحمدية وبوزنيقة، ولم تخلف الحوادث ضحايا. وأكد سائقون أنهم ظلوا محتجزين في الطريق السيار تحت أشعة الشمس الحارقة لساعات دون أن تتدخل عناصر الدرك الملكي لتنظيم حركة السير. وحسب شهود عيان، فإن بعض سكان المداشر القريبة من الطريق السيار، القاطنين ما بين منطقة عين حرودة وبوزنيقة، استغلوا مناسبة شلل حركة المرور بالطريق السيار فشرعوا في بيع المأكولات والماء للسائقين. وعجز رجال الدرك عن تنظيم حركة المرور، وشوهد سائقون يتجاوزون السيارات الواقفة أمامهم يمينا ويسارا أملا في الوصول إلى محطة الأداء لكن، تضيف مصادرنا، تعذر عليهم ذلك لأن شاحنة كانت محملة بالذرة انقلبت لتغلق الطريق بالكامل. وشوهد سائقو حافلات النقل العمومي يشحنون مسافرين من جنب الطريق السيار دون أن تتدخل مصالح الدرك الملكي لزجر المخالفات. مصدر من الشركة الوطنية للطرق السيارة بالمغرب، أرجع تعطل حركة المرور أول أمس الثلاثاء إلى غياب الثقافة الطرقية لدى بعض السائقين، مشيرا إلى أن الحمولة الزائدة لبعض الشاحنات يمكن أن تتسبب في كوارث يدفع ثمنها مستعملو الطريق السيار بالمغرب. وأكد المصدر ذاته أن المعدل اليومي لمستعملي الطرق السيارة بالمغرب يصل إلى 10686 سائقا يستقلون عربات، مشيرا إلى وجود ارتفاع فاق نسبة 15 في المائة خلال النصف الأول من العام الجاري مقارنة مع الفترة نفسها من العام الماضي. وتتوقع الشركة الوطنية للطرق السيارة بالمغرب أن تصل شبكة الطرق السيارة إلى1800 كيلومتر في غضون2015، وأن تصل في العام الجاري إلى862 كلم بعد الانتهاء من أشغال الطريق السيار طنجة الميناء وطنجة المتوسط ومقطع الطريق السيار تطوان-الفنيدق.