يشتكي بعض الأساتذة المدرسين في كلية العلوم والتقنيات في فاس من «اختلالات» تقنية تعيشها هذه الكلية، رغم الاعتمادات المالية «الهائلة» التي توفرها وزارة التربية الوطنية وقطاع التعليم العالي، في إطار المخطط الاستعجالي، لجامعة فاس، والتي تناهز حوالي 78 مليار سنتيم، موزعة على أربع سنوات، فالكلية التي يدرس فيها حوالي 0002 طالب، لا تتوفر على أي شبكة معلوماتية «تليق بمغرب 0102» و«تعكس نموذجا حيا للمغرب الرقمي 3102»، يقول الأساتذة. وإلى جانب ميزانية الوزارة التي تحول للجامعة، فإن الكلية حصلت على اعتمادات مالية في إطار مشروع تكوين 01 آلاف مهندس، وبرنامج تكوين «الأوفشورينغ». وقال أحد هؤلاء الأساتذة إن الشبكة المعلوماتية للمؤسسة لا توجد حتى في نادي أنترنت، في إشارة منه إلى تردي الوضعية المعلوماتية لكلية من بين أهدافها تكوين متخصصين في المعلوميات... وتحدث هؤلاء الأساتذة عن «تساهل» في تدبير الموارد البشرية، موردين حالة المهندسة الوحيدة المتخصصة في الإعلاميات في الكلية، والتي تعيش في فرنسا ولا تلتحق بالمؤسسة إلا بضعة أسابيع ابتداء من فبراير، مع أن وظيفتها الأساسية، طبقا لهؤلاء، هي السهر على الشبكة المعلوماتية وليس التدريس. ولسد هذا «الفراغ» المعلومياتي، عمدت إدارة الكلية، في شهر شتنبر الماضي، إلى المناداة على مهندس من شعبة الكهرباء، والذي درس فيها لمدة قاربت 5 سنوات ل»شغل» هذه المهمة. كما ألحقت أستاذة متخصصة في شعبة الكهرباء وهي نفس الشعبة التي ينتمي إليها عميد الكلية برئاسة الجامعة، لتشغل منصب «نقطة اتصال وطني (PCNT ) في مجال تقنيات المعلوميات والتواصل. وبسبب هذه «الاختلالات» المعلوماتية، فإن مصلحة الشؤون الطلابية في الكلية ما زالت تعمل بوسائل وصفها هؤلاء بالبدائية، دون أن يتم ربطها بشبكة الأنترنت ودون أن تفعل الكلية العمل ببرنامج معلومياتي يعرف بنظام «أبوجي» (APOGE) أُعِدّ من أجل «التسيير المعقلن والشفاف» لمختلف الكليات المغربية. وبموجب «ترسيخ» فلسفة التعاقد بين رئاسة الجامعة وعمادة كلية العلوم والتقنيات، حصلت هذه الكلية، في السنة الجامعية الحالية، من الجامعة على ميزانية بلغت حوالي 021 مليون درهم. وينتقد الأساتذة عدم إطلاعهم على مضامين التعاقد الذي أبرمته إدارة الكلية مع رئاسة الجامعة. وإلى جانب هذه «الاختلالات» المعلومياتية، فإن الكلية تعيش على إيقاع صراع «حاد» بين عمادة الكلية، التي أحدثت سنة 5991، ومجموعة من الأساتذة التابعين لشعبة الرياضيات والمعلوميات، ما يؤدي إلى أوضاع «غير صحية» للتدريس في مدرجات وقاعات المؤسسة، عادة ما «يُجبَر» الطلبة على تحمل «تبعاتها» وهم يحصدون الأصفار في نتائج بعض المواد، ما يحول دون حصولهم على نقط مميزة من شأنها أن تساعدهم على النجاح في ولوج سوق الشغل بعد تخرجهم.