كلامه غير الرزين وتصريحاته المشكوك في أمرها جعلا النيابة العامة لدى استئنافية أكادير تتابع الحسين بتهمة ثقيلة هي القتل العمد وعدم التبليغ عن جناية طبقا للفصلين 392و299 من القانون الجنائي. ومن حسن حظه أن هذه النيابة أخذت بعين الاعتبار كلام بعض الشهود الذي يفيد أن الحسين شخص أبله لا يزن كلامه مثلما يفعل العقلاء، وأحالته على قاضي التحقيق الذي اقتنع بعد جلسات تحقيق عديدة ببراءة الحسين من تهمة القتل، لكن أحاله على الغرفة الجنحية لدى المحكمة الابتدائية لمتابعته بعدم التبليغ عن جناية . وترجع وقائع هذه النازلة إلى أواخر شهر يونيو المنصرم بعدما أخبرت عناصر الشرطة القضائية بوجود جثة ذكر في المصلى بمنطقة تالبرجت القديمة بأكادير. جثة منبطحة على البطن مضرجة وسط بركة من الدماء بالقرب من كومة من الأحجار وتحمل جروحا غائرة وكسورا في الرأس. وفي غياب تام لأي وثيقة تثبت هوية الهالك لم تجد الشرطة بدا من عرض صورها على مجموعة من المتشردين والمتسكعين بحي تالبرجت، وتم فعلا التعرف على صاحب الجثة المعروف فقط بلقب البهجة، ومن ضمن المعلومات التي حصلت عليها من المستجوبين أن صاحب الجثة من ذوي السوابق في ميدان السرقة وتم تمحيص هويات مجموعة من الأشخاص الذين قدموا للعدالة بتهمة السرقة ليتبين أخيرا أن أوصاف الجثة تنطبق على محمد، وهو من مواليد 1986 بدوار تسولت بإقليم تارودانت. وقد تم استدعاء والده وعرض الجثة عليه وأكد أنها فعلا لابنه محمد. أما الشهود فقد أكدوا جميعا أنهم يعرفون الهالك، الذي كان مدمنا على الخمر ويقضي الليل بالمصلى بتالبرجت القديمة، كما أنه معتاد على الشجارات كلما كان في حالة سكر، مما جعله يحمل الجروح بشكل دائم ويرافق السياح الأجانب، لكن أحد الشهود أضاف أن شخصا آخر مدمنا على شم «الدوليو» وتناول الكحول والأقراص المهلوسة وله طباع عدوانية معتاد هو الآخر على قضاء الليل بإحدى الغرف المهجورة بالمصلى، ولم يكن الشخص المشار إليه غير الظنين الحسين الذي استقدمته الشرطة على الفور للاستماع إليه، لكن تبين أنه يحمل شهادة صادرة عن مستشفى الأمراض العقلية والنفسية بإنزكان، وتم عرضه قبل الاستماع إليه على الطبيب الرئيسي للمستشفى المذكور، وبعد ذلك فتح له محضر الاستماع فصرح أن الهالك يستحق الموت لأنه يمارس الشذوذ الجنسي فوق قبة المصلى وهو مكان طاهرمخصص للعبادة لايدنسه إلا السفهاء من أمثال الهالك، مضيفا أنه فعلا يقضي لياليه بغرفة مهجورة بالمصلى وخلال النهار يتعاطى التسول من أجل سد حاجياته من الخمور والأقراص المهلوسة. وبخصوص الهالك، أكد الظنين استحقاقه للموت، فضلا عن تدنيسه لمكان طاهر هو المصلى بممارسة الشذوذ الجنسي به، يأتي للمكان الذي ينام به في المصلى غير بعيد عن الغرفة المهجورة التي ينام بها هو في وقت متأخر من الليل وهو في حالة سكر ويحدث الضوضاء العارمة بعين المكان، وفي ليلة الواقعة أكد بأنه شاهد أربعة أشخاص نعتهم بالعصابة اعتدوا على الهالك بالحجارة وأنهم حاولوا الاعتداء عليه هو الآخر، لكنه تمكن من الفرار. واعترف أنه هو الآخر مدمن على الكحول والأقراص الخاصة بالأمراض العقلية. تصريحات الظنين التي يؤكد فيها استحقاق الهالك للموت بسبب تدنيس مكان طاهر كانت وراء متابعته من طرف النيابة العامة بالقتل العمد، لكن قاضي التحقيق لم يساير النيابة العامة في هذا القرار بعد أن اكتفى بمتابعته بتهمة عدم التبليغ، التي أدين بسببها بثلاثة أشهر حبسا نافذا وغرامة نافذة قدرها ألف درهم .