أدت موجة الصقيع والثلوج التي اجتاحت عدة مدن أوربية إلى شل حركة عدد من مطارات أوربا، بينها مطار فرانكفورت الذي اندلعت فيه موجة غضب من قبل المسافرين، بينما علق آلاف من سائقي السيارات على الطرق ووقعت حوادث عدة في أوج التنقلات بسبب عيد الميلاد. وتسبب تساقط الثلوج بكثافة وانخفاض درجات الحرارة إلى ما دون الصفر في اضطراب حركة السفر في أنحاء شمال أوربا بعد إلغاء مئات الرحلات الجوية وقطع الثلوج للطرق. ففي مطار فرانكفورت الذي يعد المعبر الرئيسي لحركة الملاحة الجوية الأوربية، ألغيت حوالي 170 رحلة صباح يوم السبت الأخير بسبب موجة البرد التي تسببت في فوضى في كل الرحلات الجوية الأوربية، حسبما ذكره ناطق باسم المطار. وقد أمضى حوالي 2500 مسافر ليلة الجمعة إلى السبت في المطار. وأفاد شهود عيان لوكالة الأنباء الألمانية (د ب أ) بأن الشرطة الألمانية تدخلت لتهدئة ثورة المسافرين الغاضبين بسبب تأخير رحلاتهم وانتظارهم بالمئات في طابور امتد على طول صالة المغادرة 1 انتظارا لإتمام شحن حقائبهم. وسرى اعتقاد بين هؤلاء المسافرين بأن مطار فرانكفورت لم يتعامل بشكل جيد مع مشاكل الشتاء، مما أدى إلى تأخر رحلات عدد كبير من المسافرين الذين يحاولون العودة إلى بلدانهم قبل أعياد الميلاد. وكان متحدث باسم شركة «فرابورت»، المشغلة لمطار فرانكفورت، قد أكد أن 400 رحلة من بين 1400 رحلة مقررة ألغيت في أكثر مطارات أوربا الدولية نشاطا حتى على الرغم من نجاة العاصمة التجارية الألمانية من أسوأ موجات الطقس البارد. كما ألغيت مائة رحلة أخرى في برلين التي غطتها عباءة كثيفة من الثلوج على مدار اليوم. وأعلن مطار ميونيخ إلغاء 100 رحلة، في ظل جهود إزالة الثلوج من مدرجات الطيران. وفي بريطانيا أعلنت سلطات مطار هيثرو اللندني، أحد أهم مطارات العالم، يوم السبت الأخير إغلاق مهبطي المطار للتمكن من إزالة الثلوج المتراكمة عليهما. ونصحت سلطات المطار الركاب بتوخي الحذر وتوقع تأخير الرحلات لأن «شبكات الطرق والقطارات يمكن أن تتضرر من تساقط الثلوج. وأدى تساقط الثلوج بكثافة إلى صعوبات في حركة النقل البري في أنحاء واسعة من أوربا ووقوع حوادث على الطرق، فقد توفي ثلاثة أشخاص في حوادث سير على طريق غطتها الثلوج في ولاية بافاريا، واضطر سكان الضواحي في أنحاء ألمانيا إلى الانتظار في طوابير مرورية طويلة يسببها غالبا انزلاق عربات النقل الثقيل «لوري». واضطرت الشرطة في ولاية هيسن إلى إيقاظ السائقين الذين ناموا في ظل توقف حركة المرور. وأمرت ولاية شمال الراين ويستفاليا بفرض حظر على تسيير عربات النقل الثقيل ليلا، بعد أن اصطدمت عدة عربات بالثلوج أو انزلقت فوق منحدرات ثلجية. وقال اتحاد صناعة البنزين الألماني إن محطات الوقود بدأت تنضب بعد أن تسبب تساقط الثلوج في حالة من الشلل لشاحنات نقل الوقود. وقال الاتحاد إن ذلك أثر بشكل كبير على محطات الوقود في المناطق النائية والمرتفعة، لكنه شدد على أن الوضع ليس خطيرا، إذ إن هناك محطات وقود بديلة، تكون دائما قريبة من تلك المحطات. وفي بولندا المجاورة، التي قتل الصقيع الشديد فيها 93 شخصا حتى الآن، أثارت موجة من البرد وتغيير جداول حركة القطارات الفوضى في شبكة السكك الحديدية البولندية. أما في هولندا فقد غطت الثلوج الطرق السريعة وقالت مجموعة (إيه.إن.دبليو.بي) الهولندية للنقل، على صفحتها على موقع «تويتر»، إن نفقين أغلقا بسبب الثلوج وبسبب حادث سير، مما شكل 500 كيلومتر من التوقفات المرورية. من ناحية أخرى، انضمت مباراة مانشستر يونايتد وتشيلسي، التي كانت مقررة يوم أمس الأحد، إلى قائمة المباريات المؤجلة في المرحلة الثامنة عشرة من الدوري الإنجليزي لكرة القدم، بسبب سوء الأحوال الجوية. وتسبب الطقس السيئ وتساقط الثلوج على مدار ليلة الجمعة إلى السبت في تأجيل أربع مباريات أخرى كانت مقررة أول أمس السبت في المرحلة نفسها. وتأجلت مباريات أرسنال مع ستوك سيتي وليفربول مع فولهام وويجان مع أستون فيلا وبرمنغهام مع نيوكاسل، بعدما أكد الحكام صعوبة إقامة المباريات في هذا الطقس السيئ، حيث أغرقت الثلوج أرضية الملاعب الأربعة التي كانت مقررة لاستضافة المباريات. وفي نفس الوقت، أفلتت مباريتا سندرلاند مع بولتون وبلاكبيرن مع ويستهام من التأجيل لتقاما في موعديهما اليوم ضمن نفس المرحلة. وقال مكتب الأرصاد الجوية البريطانية إن بريطانيا في طريقها إلى أن تسجل أبرد شهر دجنبر تشهده منذ 1910. وانخفضت درجات الحرارة في باكنغهامشير (جنوب شرق) إلى 13 تحت الصفر وفي غاتويك إلى 11 تحت الصفر. وشهدت إيطاليا أيضا تساقط ثلوج كثيفة غير عادية في توسكاني (وسط)، وكذلك بعض الثلوج في روما ونابولي وكابري (جنوب). وعلق مئات من سائقي السيارات على طرقات سريعة في الشمال ليلة الجمعة إلى السبت. وكانت فرق الدفاع المدني في منطقة فلورنسا تحاول تحريك السيارات والشاحنة العالقة في الثلج صباح أول أمس السبت. وكانت ثلوج غزيرة وجليد أدت، يوم الجمعة الماضي، إلى إغلاق مقاطع من عدد من الطرق السريعة. وتأثرت حركة النقل الجوي في إيطاليا عبر إلغاء عدد من الرحلات من مطار فلورنسا بينما وزع الصليب الأحمر أسِرّة خاصة بالمخيمات في مطار بيزا الأساسي للرحلات منخفضة الكلفة. وأمام محطة القطارات في بيزا، نصبت خيمتان مزودتان بالتدفئة لاستقبال المسافرين. وفي فرنسا وفي أوج التنقلات بمناسبة تعطيل المدارس في عيد الميلاد، شهدت حركة النقل البري اضطرابات كبيرة صباح أول أمس السبت في شمال البلاد وغربها، حسب مركز معلومات حركة السير. وفي الشمال، قطعت طرق سريعة جزئيا أمام حركة السير، وكذلك محور طرق كبير في الغرب يربط بين منطقتي بريتاني ونورماندي. كما أغلق طريق سريع في بوردو (شمال غرب) بسبب حادث سير. وتمنع الآليات الثقيلة من استخدام عدد كبير من الطرق في عدة مناطق.