عادة ما يشعر الشخص قصير القامة بأنه مختلف جسديا عن الآخرين. كيف يؤثر هذا الإحساس على نفسيته وعلى علاقته بمحيطه؟ قصر القامة قد يعني الكثير، لكنه أحيانا لا يعني شيئا. وقد يكون مفهوم قصر القامة أحيانا عدم الانتباه إلى الآخر. لكنه يصبح غير طبيعي إذا كانت القامة فعلا قصيرة مثل قامة «الأقزام»، وبذلك يكون الأمر مرضيا وغير طبيعي. حين تكون القامة قصيرة والجسم لا ينمو منذ الطفولة يجب الانتباه إلى ذلك والاستشارة مع طبيب الأطفال، كي يحدد ما إذا كانت القامة عادية أم غير طبيعية، حتى يتم البحث عن الأسباب وإعطاء العلاج، وهذا ما حصل للاعب كرة القدم الأرجنتيني، صاحب الكرة الذهبية وأحسن لاعب في العالم، ميسي، لاعب برشلونة، الذي عرضه والداه حين كان صغيرا على الطبيب للعلاج من مشكلة قصر القامة، فتم العلاج واسترجع نموه. أما عندما تكون القامة مختلفة، فهذا لا يعني أن هذا الاختلاف مرضي، بل طبيعي، وللأسف الشديد قد يكون الشخص طبيعيا وهو يشعر بأنه غير عادي، كما هو الشأن بالنسبة إلى طول الذكر عند الرجال، فالاختلاف طبيعي وليس مرضيا. أما عندما تكون القامة فعلا قصيرة، فإن ذلك فعلا يؤثر على نفسانية الشخص مع شعوره بانعدام الثقة وبالتقليل من قيمته، وقد يؤدي ذلك إلى الشعور بالغيرة والقلق و كذا الاكتئاب وعدم القبول بالواقع و انعدام الثقة في النفس مع اضطرابات في التركيز و عدم الإقبال على الزواج وكذا الخوف من الناس و من المجتمع والخوف من إشارة الناس إليه وتعييره بقامته. - يقول الأخصائيون السيكولوجيون إن الأشخاص قصيري القامة أكثر عرضة للعقد النفسية. ما هي العقد الأكثر شيوعا لديهم؟ كل ما ذكرت من أعراض نفسية وحالات مرضية تشكل أغلب العقد النفسية لدى قصار القامة، لكن أؤكد على شرط أن تكون القامة فعلا جد قصيرة ويتم تحديدها من طرف أطباء أخصائيين. وكما ذكرت فإن اختلاف القامة لا يعني أن ذلك مرضي، بل هو أمر طبيعي ولا يمكن أن نحدد القامة بالمقارنة مع الآخر، بل ذاك طبيعي. - في نظرك كيف نفسر نظرة المجتمع السلبية تجاه هؤلاء الأشخاص؟ للأسف الشديد فإن أغلب الناس لا يحترمون الآخر، خصوصا إذا كانت لديه مشكلة جسدية مثل مشكل في البصر أو قامة قصيرة مرضية، حيث يتم تعييره بذلك والاستهزاء به والتقليل من قيمته وحرمانه من الدراسة أو العمل أو الزواج. وهذه النظرة السلبية تزيد من تعقيد حالته النفسية. محسن بن يشو - اخصائي نفسي