منذ أواسط السبعينيات(1975) ارتبط اسمه بالمسرح والتلفزيون والسينما. كان المنطلق من درب السلطان. هناك تعايش مع شغب الأطفال وحلم بعوالم الشاشة المثيرة. إن تسأل عن الممثل الجيلالي بوسكة، المزداد في1965، في ذلك الحي، فلن تجد إلا جوابا واحدا هو الجيلالي أو «الجويليلي»، الذي كانت يجعل من سينما «الزهراء» الشهيرة فضاء لمجالسة الكبار وانتظار تحية الصغار أو مضايقاتهم التي كانت تروق للجيلالي، رغم حدتها أحيانا. هناك للجيلالي ذكريات جميلة مع فريق الرجاء في مقهى «الرجاء» أو «الجزيرة» التي شهدت ولادة النجوم الرجاويين. انتماء للفن لم يخل من معاناة وألم تضحية من أجل فرض الذات في واقع فني استغلالي أحيانا. عن البداية يقول الجيلالي بوسكة بلغة عفوية في تصريح ل«المساء»: «شاركت في سنة 1975 في عمل مسرحي لم أتذكر اسمه، لكنني دونته في ورقة نهج سيرتي، وبعد ذلك شاركت في عشرات الأعمال السينمائية الوطنية والدولية، إذ صورت ابتداء من سنة 2003 أعمالا في مدينة ورزازت وزاكورة، فضلا عن العديد من الإنتاجات السينمائية، من بينها فيلم «غراميات المختار الصولدي» لمصطفى الدرقاوي، وفيلم «السراب» لأحمد البوعناني. كما مثلت مع سعيد الناصري في «العوني» و«الربيب»، وشاركت مع عزيز الفاضلي في «صندوق الفراجة»، دون نسيان مشاركتي المستمرة في «سنابل»....في الحقيقة اعذرني على أنني لم أستطع أن أذكر كل أعمالي...» مسار فني وتلفزيوني طويل تخللته العديد من الأزمات، يقول عن بعضها الممثل الكوميدي الجيلالي: «تعاملت مع العديد من الفنانين والمنتجين وتقاضيت أجورا تتراوح بين الهزيلة والعادية بناء على طبيعة الدور الذي أقوم به، فأحيانا أتسلم 2000 درهم في اليوم إذا كان الدور مهما، وأحيانا يكون ذلك هزيلا، وهنا لا أريد أن أذكر أي منتج مخافة أن أحرم من لقمة العيش مستقبلا. هذه الأجور أتقاسمها مع عائلتي، لاسيما أختي التي تعينني في الحياة. إذ أنني عشت فترات من عمري يتيما ولا أعيش إلا على ما أكسبه من التمثيل على الرغم من أن ذلك لا يكون كافيا بالنسبة للمعيشة». ويضيف الجيلالي: «قبل أشهر تعرضت لأزمة صحية أفقدتني المشي والحركة بعد إصابتي بشلل على إثر سقوطي على الظهري، مما استدعى نقلي إلى المستشفى، والحمد لله أنني وجدت من حملني للعلاج، من بينهم حسن النفالي، أحمد الصعري، محمد بوغابة، مصطفى التازي، عبد الهادي الصديق، ثريا جبران... و بعض ممثلي التأمين في الدارالبيضاء. كما لا أنسى دعم الوزيرة الصقلي. بعد ذلك نقلوني إلى مركز «بوسكورة» للترويض الطبي، والحمد لله أنني أعالج ولولاهم لبقيت في حالة صحية مزرية». و يقول الجيلالي: من الأشياء التي تحز في قلبي أن لا أحد من الممثلين الذين اشتغلت معهم في الرباط زارني أو سأل عني في هذه المحنة...» ولمحنة الجيلالي وجه آخر يقول عنه:» أنا الآن أعالج، لكنني عاجز عن العمل، فمنذ شهر يونيو وأنا طريح الفراش ولا أجد ما أصرفه وأخاف من المستقبل الذي لا أعرف ما يخبئه لي، إلا أنني مؤمن بقدرة الله ورحمته».