بعد تسعة أيام من الأنشطة الموازية، أسدل الستار، مساء أول أمس السبت، على فعاليات الدورة العاشرة للمهرجان الدولي للفيلم في مراكش، الذي نظم في الفترة الممتدة ما بين ال3 وال11 من شهر دجنبر الجاري. وقد منحت لجنة التحكيم شرف النجمة الذهبية، أي الجائزة الكبرى للفيلم الكوري الجنوبي «مذكرات ميوزن»، للمخرج بارك جونغ بوم، وقررت اللجنة أن تمنح جائزة لجنة التحكيم للمهرجان مناصفة بين الفيلم المكسيكي «غيوم»، للمخرج أليخاندرو كاربر بيسيكي وفيلم «ما وراء السهوب»، للمخرجة البلجيكية فانيا دالكا نتارا. وعلى غير عادة المهرجان الدولي للسينما، مُنِحت جائزة أحسن تشخيص لفريقي عمل الفيلم الأسترالي «مملكة الحيوان»، للمخرج ديفيد ميشود ولفريق فيلم «عندما نرحل»، للمخرجة النمساوية فيو ألاداك. وبعد أن أكد في تصريح فوق البساط الأحمر أن عملية انتقاء الأفلام لم تكن بالهينة، اعتبر المخرج العالمي جون مالكوفيتش، رئيس لجنة تحكيم الدورة العاشرة، أن «ملاحظات أعضاء اللجنة تميزت بالجودة وتم احترام مجموعة من المعايير لاختيار الأعمال الفائزة، ومن بينها أن تكون الحكايات جديرة بالسرد وأن تعكس الملاءمة الاجتماعية في اختيار المواضيع وأن تجسد المقاصد التي يروم المخرج إيصالها إلى المُشاهد، فضلا على التحكم في التقنيات السينمائية»... وعبَّر مالكوفيتش عن شكره للملك محمد السادس «الذي لولا رعايته، لما كان للمهرجان أن يرى النور»، حسب تعبير المخرج. كما شكر مالكوفيتش الأمير مولاي رشيد، لرئاسته المشرِّفة لهذه التظاهرة، دون أن ينسى شكر الجمهور المغربي، الذي شاركه أياما من السينما. وقد شهدت هذه الدورة، كما الدورات الأخيرة، غياب المغرب عن منصة التتويج وعدم حصوله على أي جائزة في المهرجان، ما يطرح السؤال حول المعايير «الخفية» التي تحكم اختيار الأفلام التي تشارك باسم المغرب. ويحكي فيلم «مذكرات ميوزن»، الفائز بالنجمة الذهبية، قصة شاب يدعى «جيون» يجد صعوبة كبيرة في الحصول على عمل وفي نسج علاقات مع محيطه، بسبب بطاقة هوية تكشف عن أصله الكوري الشمالي، وبالرغم من سجل سوابقه النظيف ورغم أنه ليس عاملا مهاجرا، فإنه يعاني من التمييز العنصري ويعتبر نفسه مُهمَّشاً في المجتمع الرأسمالي لكوريا الجنوبية.