دعت صحيفة بريطانية الحكومة البريطانية وزعماء الجالية المسلمة البريطانية إلى ضرورة الاقتداء بالمغرب في ما وصفته ب«تأنيث وجه الإسلام» عن طريق المرشدات الدينيات الحاملات لرسالة إسلامية إنسانية معتدلة. واعتبرت «الغارديان» البريطانية أنه للتصدي لخطر الإرهاب ووقف تخريب الإسلام باسمه، يجب «أن يكون وجه الإسلام مؤنثا في القطاع العام والمجال الخاص في بريطانيا أيضا مثلما هو الحال عليه في المغرب من خلال المرشدات الدينيات اللواتي يعملن وجها لوجه في المجتمع». وقال الصحيفة إن «وجها معتدلا للإسلام هدفه الحد من تأثير الأصولية العنيفة، كما يجب دعم المبادرات التي تشجع الحوار بين الأديان والثقافات». وأضافت الصحيفة أن «ملك المغرب يعرف أن بإمكان المرأة أن تقود مسيرة الإسلام المعتدل، لذا ينبغي على بريطانيا أن تعتمد نهجه»، مشيرة إلى أن «إعلان الحكومة البريطانية عزمها معالجة التطرف الديني عن طريق إعطاء الشباب المسلم «دروسا في المواطنة»، في ظل الخطر المتزايد الذي يشكله الإسلام المتطرف في جميع أنحاء العالم، هي مبادرة مثيرة للاهتمام، ويمكن اعتبارها تسير على نفس النهج المتبع في المغرب. وتابعت الغارديان أن الملك المغربي يعلم أن «عليه إعطاء المغاربة، وخاصة الشباب العاطلين منهم، سببا يدعوهم إلى الاستثمار في المستقبل السياسي والاقتصادي للبلاد، وإلا فإن الإسلاميين المتطرفين سيجدون منخرطين جددا في صفوفهم، مثل ما حصل في الجزائر»، والتي اعتبرتها الجريدة «تلقي بظلالها القاتمة العنيفة على المغرب». ولدرء هذا الخطر، فإن الملك محمد السادس يريد جلب الاستثمارات الأجنبية وتوفير مناصب شغل، لكن، حسب الغارديان، لا يجب أن يعتمد فقط على النمو الاقتصادي لوحده، فالمعركة من أجل احتواء الإسلام المتطرف سيتم ربحها على المستوى الاجتماعي. «لقد أظهر الحادي عشر من شتنبر 2001 أن الإرهاب، مثل التجارة، لا يقف عند حدود بلاد معينة، لذلك فإن مبادرات الملك محمد السادس تقود، حسب الصحيفة البريطانية، إلى طريق التفاهم بين الثقافات الذي يعتبر ضروريا، وتثبت أن المرأة بإمكانها أن تكون في طليعة هذا الطريق نحو الإسلام المعتدل»، تقول الصحيفة، وتضيف: «يجب على الحكومة البريطانية وزعماء الجالية المسلمة تبني هذا المنهج في بريطانيا، فقلة من النساء يتحدثن باسم المسلمين».