«أريد أن أفضح المعاملة اللاإنسانية التي تتعامل بها إسبانيا معنا، وأوصل صوتي -عبر وسائل الإعلام- إلى كل ذي ضمير فيه ذرة من الإنسانية، وأقول إن هذه هي الحقيقة لمن شاء أن يتقبلها، إنها رسالتي التي أريد أن أوصلها إلى الجميع»، بهذه الكلمات التي تحمل في طياتها الكثير من الألم والحرقة يتحدث منير بوفراشن، أحد أبناء مدينة الحسيمة الذي سبق له أن غادرها بحثا عن حياة أفضل في الضفة الأخرى، قبل أن يقتنع بأن عنصرية أهل تلك الضفة يمكن أن تصل بهم إلى حد رمي مريض من المستشفى والإلقاء به في قارعة الطريق دون معين ولا مأوى. هذا الشاب الريفي، الذي يقترب من عقده الرابع، هاجر إلى إسبانيا وسوّى وضعيته القانونية هناك بعد أن حصل على عقد عمل، وبدأ يشتغل في خياطة شباك الصيد بموانئ إسبانيا، ليستقر به الحال في ميناء برشلونة، قبل أن يتعرض لإصابة على مستوى الظهر في شهر نونبر 2008، نقل على إثرها إلى المستشفى من أجل تلقي الفحوصات اللازمة والتي أكدت إصابته بكسر في العمود الفقري خضع بسببه لعملية جراحية لكنها باءت بالفشل، ليقرر الطاقم الطبي المعالج إخضاعه لعملية ثانية، بعد خمسة أيام على إجراء الأولى، استغرقت ما يقارب الخمس ساعات، ليمكث بعدها في المستشفى 24 يوما، غير أن حالته الصحية لم تتحسن بل تدهورت بشكل كبير وفق ما أكده في لقاء أجرته معه الجريدة. وأضاف في اللقاء ذاته أنه رغم الحالة الصحية المتردية التي كان عليها، فإن إدارة المستشفى كانت تطالبه بالمغادرة، مهددة إياه بالاستعانة بالشرطة في حالة عدم انصياعه لأوامرها، وهو ما حدث فعلا بعد أن أقدمت شرطة «موسوس دي سكوادرا» على طرده بطريقة مهينة، مرغمة إياه على الخروج رغم عدم قدرته على المشي والحركة. ولم تكتف بذلك بل رمته في الشارع الذي بقي فيه لما يزيد على أربع ساعات. ومازال منير يعاني من مضاعفات العملية الجراحية التي خضع لها، ولولا مساعدة إخوانه المغاربة المقيمين هناك وبعض ذوي القلوب الرحيمة لكان مصيره مفتوحا على احتمالات أشد سوءا. رفع منير دعوى قضائية لدى المحاكم الإسبانية ضد إدارة المستشفى وصندوق الضمان الاجتماعي الإسباني، ويريد من خلال اتصاله بوسائل الإعلام التنبيه إلى بعض الممارسات العنصرية التي يتعرض لها الأجانب بإسبانيا، معتبرا ما يقوم به مهمة ملقاة على عاتقه ليكشف لجميع من لا زال جاهلا بالسلوكات العدائية المنتهجة من قبل الجارة الشمالية تجاه الأجانب المقيمين فوق ترابها، الحقيقة المحجوبة عن الرأي العام.