أعلن جوزيف بلاتر، رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم، أول أمس الخميس (وهو يوم أصبح تاريخيا بالنسبة إلى قطر وإلى العرب)، عن فوز قطر بشرف تنظيم نهائيات كأس العالم لكرة القدم لعام 2022 وروسيا بشرف تنظيمها عام 2018، ليتحول الحلم العربي برؤية قُطر عربي يحظى بشرف تنظيم مونديال الكرة إلى حقيقة بعدما نجح القطريون في إقناع المصوتين في اللجنة التنفيذية للاتحاد الدولي لكرة القدم بأحقية الملف القطري في استضافة العرس الكروي الذي ينظم كل أربع سنوات، ويتخطى دولا من قبيل الولاياتالمتحدةالأمريكية وأستراليا وكوريا الجنوبية واليابان، ليصبح من حق المواطن العربي أن يرى مونديالا عالميا ينظم على أراضيه بعدما تعود أن يمنح الفيفا حق استضافة المونديال العالمي لبلدان من قارات أوربا وأمريكا اللاتينية وإفريقيا وآسيا، خاصياتها أن أراضيها لا تتكلم العربية. بل إن دولا عربية إسلامية حرمت، بفعل فاعل، من حق استضافة البطولة كما هو الحال بالنسبة إلى وطننا المغرب، لكن هذه المرة «الأرض تتكلم عربي» بالنسبة إلى القطريين الذين راهنوا وكسبوا الرهان من خلال ملف صديق للبيئة ومن خلال عرض تقديمي لملفهم أبهر القيمين على أعلى جهاز رياضي وكروي في العالم بعدما تعمد القطريون شرح تفاصيل ملفهم بلغات العالم، بدءا بالإنجليزية مرورا بالإسبانية والفرنسية وانتهاء باللغة الأم العربية. زد على ذلك نجاح معدي الملف القطري في استقطاب مجموعة من نجوم الكرة العالميين، كزين الدين زيدان والمدرب الأسطورة أليكس فيرغسون، وغيرهما من نجوم الكرة العالميين. لكن الغريب أنه منذ إعلان الفيفا عن استضافة قطر لنهائيات مونديال 2022، خرجت بعض وسائل الإعلام الدولية بمقالات تشكك في الملف القطري، فقد كتبت «ليكيب» الفرنسية، مثلا، وبمجرد إعلان الخبر المفرح للقطريين وللعرب، مقالا على موقعها الإلكتروني عنونته ب»العالم سيذهب إلى قطر!»، مع التركيز على علامة التعجب، وأشار المقال الذي تلا العنوان إلى أن دولة صغيرة مثل قطر نجحت في إقناع الفيفا، في إشارة إلى أهداف هذا الأخير (الفيفا) الذي يرغب في الانفتاح الجيوسياسي لكرة القدم، بل إن «ليكيب» أكدت أن الملف القطري تواجهه صعوبات عدة من قبيل النقل، كما تطرقت إلى الحرارة المرتفعة التي تشهدها قطر والتي تصل إلى 50 درجة في فصل الصيف، معتبرة النقط السالفة سلبية. لكن ورغم ذلك نجحت قطر في نيل شرف تنظيم البطولة العالمية، وختم المقال بوصف سفراء الملف القطري من الفرنسيين بالملائكة، وهم الذين تعرضوا لوابل من السب والشتم بمجرد ما عينوا كسفراء للملف القطري، بل إن بعض الصحف الفرنسية أشارت إلى أن كل شيء يشترى في قطر، في إشارة إلى تلقي زيدان وكاريمبو وغيرهما من سفراء الملف القطري لمبالغ مالية مهمة نظير قبولهم العمل كسفراء للملف القطري. جدير بالذكر أن العديد من المغاربة ساندوا الملف القطري، كالأطر الوطنية التي تشتغل في ذاك البلد العربي، إلى جانب الدولي المغربي المعتزل مصطفى حجي الذي كرمه الاتحاد القطري إبان المباراة الإعدادية التي احتضنها ملعب الدوحة والتي جمعت المنتخب البرازيلي بنظيره الأرجنتيني في السابع عشر من شهر نونبر الماضي، ثم مهاجم «أرسنال» الإنجليزي مروان الشماخ الذي كان من بين أبرز المساندين للملف القطري والذي أشار، في مجموعة من خرجاته الإعلامية، إلى أن الملف القطري يستحق، عن جدارة وتقدير، تنظيم البطولة العالمية.