لم تكن الزوجة تعلم أنها ستقضي اثنتا عشرة سنة من عمرها وراء القضبان بعد عشرة زوجية طويلة، وسينفذ في حقها حكم قضائي يسلبها حريتها، التي أصبحت منذ سنة مضت تشعر فيها أن تصرفات زوجها بدأت بالتغير، حين اكتشفت أنه أصبح مدمنا على تدخين القنب الهندي (الكيف)، حيث أصبح الزوج بين الفينة والأخرى يفقد صوابه بحكم تناوله المخدرات، ويعرضها للضرب والسب والشتم، بالرغم من أنها والدة أبنائه الثلاثة. وفي ليلة الحادث كانت الزوجة بصدد تهييء فراش النوم، وكعادته طلب الزوج بعد أن تناول وجبة العشاء من الزوجة أن تحضر له زاده الذي ينعشه (الكيف)، إذ بعد أن أشبع معدته جاء دور دماغه، لكن الزوج فوجئ بزوجته تعود خالية اليدين، وتخبره بأنها لم تعثر عليه، فاعتقد الزوج (المقطوع) أن الزوجة قامت بإتلافه، فدخل معها في نقاش حاد بعد أن بعثر محتويات الغرفة ودولاب الملابس. وأمام هذا الوضع المشحون وخوفا من بطش الزوج الذي بدت عليه علامات الغضب، هربت الزوجة إلى فناء المنزل، فتبعها محاولا الاعتداء عليها، لكن الابنة تدخلت لتوقفه وترغم الأب على التراجع عن عزمه وتهدئ من روعه، وعندما استدار الوالد نحو ابنته، أخذت الزوجة حجرا كبيرا وصوبت ضربة قوية نحو رقبة زوجها سقط على إثرها مغميا عليه، وخوفا من نهوضه وانتقامه منها، حملت الزوجة عصا خشبية ووجهت للزوج ضربات متتالية إلى الوجه والرأس، وهربت رفقة أبنائها مغادرة مسرح الجريمة وتاركة الضحية غارقا في دمائه دون أن تقدم له يد المساعدة. وفور إشعارها بالخبر من طرف قائد قيادة أولاد بوزيري بدائرة سطات، انتقلت عناصر الدرك الملكي بمشرع بن عبو إلى مسرح الجريمة بدوار أولاد موسى، وعاينت الضحية في حالة غيبوبة، وكان ينزف بسبب جروح بليغة في الرأس والوجه، وبمكان آخر داخل المنزل وجدت بقعا من الدم على حجر وأخرى بعصا خشبية. واعترفت الزوجة لحظة القبض عليها بالمنسوب إليها، وصرحت لعناصر الضابطة القضائية أن النزاع كان بسبب مخدر القنب الهندي الذي لم يعثر عليه الضحية بالمكان الذي كان قد وضعه فيه، وأكد التشريح الطبي الذي أجري على جثة الضحية أن الوفاة كانت بسبب رضوض خطيرة بالجمجمة، وقررت غرفة الجنايات الابتدائية مؤاخذة المتهمة بتهمتي الضرب والجرح المؤديين إلى الموت دون نية إحداثه والحكم عليها باثنتي عشرة سنة سجنا نافذا.