اضطر العديد من المواطنين، أول أمس، لقضاء أزيد من خمس ساعات في الطريق السيار الرابط بين الدارالبيضاءوالرباط، بسبب التساقطات المطرية التي تسببت في فيضانات وانهيارات في الطريق السيار، ما أدى إلى حالات اصطدام وانزلاق لبعض المرْكبات، ومع ذلك فإن وزارة النقل والتجهيز لم تعمل على تسهيل المرور للمواطنين. وكانت السيارات والشاحنات تضطر للتوقف طويلا من أجل الأداء. لقد كان منتظرا من إدارة الطرق السيارة أن تعمل على مساعدة المواطنين على المرور بسلام وفتح الحواجز، لأن الظرفية كانت استثنائية، بدل أن تفرض على المواطنين الانتظار في طوابير طويلة تزيد من عنائهم على الطريق، وكان واجب المواطنة يستوجب السماح للمواطنين بالعبور وليس فرض أداء ضريبة المرور على الطريق السيار، خصوصا أن الطرقات السيارة في بلادنا أظهرت من الهشاشة ما بات المواطنون يخافون على أنفسهم معه، فالعديد من هذه الطرق تشهد، بين الحين والآخر، أشغال الإصلاح والصيانة، كما هو الحال مثلا في الطريق السيار بين الرباط وفاس، وأصبح من العادي أن تتوقف حركة السير في إحدى هذه الطرقات لكي يتم فتح معبر ضيق وسط الخط الموازي لبضعة كيلومترات، دون أن ننسى عوامل التعرية والانجرافات التي تقع في جوانب هذه الطرق والتي تتسبب في انهيارات رملية تغطي الطريق، ومع كل ذلك كان على وزارة كريم غلاب أن تتفهم الظرفية الاستثنائية التي عاشتها بلادنا خلال اليومين الماضيين وأن تعبر عن حس المواطنة.