أقدم قروي من دوار «لكنازرة» بضواحي مدينة سطات على قتل زوجته، بعد أن أخضعها لجلسة تعذيب بواسطة «سلسلة حديدية»، قبل أن يلوذ بالفرار. وظل «الجاني»، الذي ترشح باسم حزب «الاستقلال» في الانتخابات الجماعية لسنة 2009، مختبئا في «بستان» بالمنطقة المذكورة قبل أن يتم اعتقاله، أول أمس الخميس، من طرف عناصر المركز القضائي للدرك الملكي بالمدينة. وذكر مصدر مطلع أن «الجاني»، الذي يمتهن بيع خمور «الماحيا»، أصبح يعيش وضعا أسريا غير مستقر منذ أن رسب في الانتخابات الجماعية، إذ كثيرا ما شوهد يعتدي على زوجته وهو في حالة غير طبيعية. وانتقلت عناصر المركز القضائي إلى المنزل الذي شهد مسرح الجريمة، حيث وجدت الضحية داخل غرفة نومها جثة هامدة ملقاة على ظهرها، وآثار الضرب والتعنيف بأنحاء مختلفة في جسمها، وعاينت عناصر الدرك دماء على حيطان وأرضية المنزل وغرفة النوم، وتم نقل جثة الضحية إلى مستودع الأموات الرحمة بالدار البيضاء لإجراء تشريح طبي بعدما تبين للضابطة القضائية أن الضحية تحمل مجموعة من الكدمات وآثارا للضرب، وتم فتح تحقيق في الموضوع لمعرفة الخيوط الأولى للوصول إلى الفاعل الحقيقي، الذي اختفى عن الأنظار فور تأكده من وفاة الضحية. وتركت الضحية خلفها أربعة أبناء بعد 15 سنة من الزواج ، وسبق للجاني الذي يعمل فلاحا أن تقدم للانتخابات الجماعية لسنة2009 باسم حزب الإستقلال، لكنه لم يتوفق في الظفر بأحد المناصب داخل المجلس القروي لجماعة ريما، مما جعله يفقد الثقة بنفسه، ويبصم له طريقا آخر لنسيان ما حدث، حيث أصبح مدمنا على تناول مخدر القنب الهندي بصفة دائمة، واحتساء ماء الحياة، الشيء الذي جعله دائم الشجار والنزاع مع زوجته. وقد ألقت عناصر المركز القضائي القبض على المتهم صبيحة أول أمس الخميس داخل دوار الكنازرة، بعدما كان يختفي في أحد «جنانات» الصبار، حيث اعترف لعناصر الدرك بالمنسوب إليه وقادهم إلى المكان الذي ألقى فيه أداة الجريمة، التي هي عبارة عن سلسلة دراجة هوائية، كما تم حجز الملابس التي كان يرتديها الجاني لحظة ارتكابه الجريمة وهي ملطخة بالدماء. وعلمت «المساء» من مصادر مقربة أن الجريمة كانت نتيجة حتمية لخلاف عائلي يتكرر بشكل شبه يومي، فالجاني كان يعرض زوجته للتعنيف كلما احتسى «ماء الحياة» مستغلا ضعفها الجسدي، فالضحية كانت تعيش شبه معوقة نتيجة كسر في ظهرها أفقدها 50 في المائة من قواها البدنية، وقد سبق للجاني أن اعتدى على الضحية قبل عيد الأضحى المبارك بسلك حديدي، وبعدها عاود الجاني الكرة ليلة 22/11/2010 بواسطة سلسلة دراجة هوائية كان يخبئها ليصفي حساباته مع الزوجة كلما طالبته بشيء يغضبه، وشرع في ضربها بالسلسلة على مستوى الرأس والفم مما أفقدها الوعي، وفي صبيحة اليوم الموالي وفي حدود الساعة الحادية عشرة والنصف أخبرت الأم ابنتها بأنها تحتضر، وفي تمام الساعة 12زوالا فارقت الضحية الحياة، بعدها أشعرت الإبنة والدها بخبر الوفاة، فالتحق بها وبعدما تأكد من الخبر، اتصل بأخيه وأخبره بأنه سيتوجه صوب أصهاره لإخبارهم بالنبأ، لكنه لم يفعل وتوجه إلى وجهة مجهولة مما جعل الشكوك تحوم حوله. ومن المنتظر أن يحال الظنين على أنظار الوكيل العام للملك لدى استئنافية سطات نهاية الأسبوع الجاري بعد انتهاء المركز القضائي من الإجراءات القانونية وإكمال المسطرة.