عاش حي سيدي يوسف بن علي بمراكش، مساء أول يوم من السنة الجديدة، (الجمعة الماضي)، على إيقاع جريمة قتل ارتكبها زوج من مواليد 1987 في حق زوجته، التي كانت تعمل راقصة بأحد الملاهي الليلية بمراكش. وأنهى المشتبه به، عماد، حياة زوجته مريم بواسطة سكين من الحجم الكبير، بعد مفاجأتها بتسديد طعنة في البطن، أردفها بطعنة ثانية قاتلة أطلقت على إثرها الضحية صرخة مدوية، وهي تمسك ببطنها، قبل أن تهوى على الأرض بالشارع بمراكش. ولاذ الزوج بالفرار، تاركا زوجته مضرجة في دمائها، بدرب بلعزيري قرب شارع الساكية بحي سيدي يوسف بن علي، قبل أن تتعقبه عناصر الأمن بالدائرة التاسعة التابعة لولاية أمن مراكش، وتتمكن من اعتقاله. وعزا مصدر أمني أسباب الجريمة، التي خلفت استياء عميقا في نفوس سكان الحي المذكور، إلى الخلافات والنزاعات العائلية المتوالية، التي نشبت بين الطرفين، والشكوك التي أصبح الجاني يشعر بها، المتمثلة في خيانته من طرف زوجته، التي كانت تعمل راقصة بإحدى الملاهي الليلية بمراكش. وفتحت عناصر الأمن بالمصلحة الولائية للشرطة القضائية بجامع الفناء تحقيقا في الموضوع، بناء على تعليمات الوكيل العام للملك بمحكمة الاستئناف بمراكش، لمعرفة الأسباب الحقيقية التي دفعت الجاني إلى ارتكاب الجريمة البشعة، التي استفاق على وقعها سكان حي سيدي يوسف بن علي، من خلال إخضاع المتهم لتدابير الحراسة النظرية من أجل تعميق البحث معه، والاستماع إليه في محضر قانوني، قبل إحالته في حالة اعتقال على الوكيل العام. ومن المنتظر أن تجري، اليوم الاثنين، إعادة تمثيل قتل الراقصة مريم، التي خلفت وراءها طفلا في ربيعه الأول، بحضور نائب الوكيل العام، وعناصر الشرطة القضائية، والشرطة العلمية، وعناصر الأمن بالدائرة الأمنية التاسعة. يأتي ارتكاب هذه الجريمة، التي استقبلتها مدينة مراكش، مع حلول السنة الميلادية الجديدة، بعد أقل من أسبوع من ارتكاب جريمة قتل بشعة أخرى بأحد الفنادق غير المصنفة بحي سيدي بولوقات، القريب من ساحة جامع الفناء، عندما أقدم مهاجر مغربي بالديار الإسبانية على تخدير زوجته، ونحرها، قبل أن يلوذ بالفرار، ويغادر التراب الوطني في اتجاه إسبانيا عبر مطار مراكش المنارة الدولي. وجرى إصدار مذكرة بحث دولية في حقه، في إطار التعاون القائم بين الإدارة العامة للأمن الوطني والشرطة الدولية (الأنتربول). وعاشت المدينة الحمراء، خلال الأسبوع الأخير من سنة 2009، على وقع ثلاث جرائم قتل، وقعت بمختلف أحياء المدينة بشكل غير مسبوق، أثارت سخط سكان عاصمة النخيل، ولفتت انتباه المسؤولين الأمنيين بالمدينة، أبرزها الجريمتان الأخيرتان بكل من حيي سيدي بولوقات، وسيدي يوسف بن علي.