وصل إلى المغرب يوم الأحد الماضي طيار ألباني، بعد طوافه حول 22 بلدا في مختلف القارات من أجل التحسيس بقضية استقلال كوسوفو، حيث سيقضي حوالي أسبوعين يتلقي خلالهما ببعض المسؤولين المغاربة والهيئات السياسية والمدنية لشرح وجهة نظر بلاده حول استقلال منطقة كوسوفو التي قرر برلمانها، في فبراير 2008، إعلان استقلالها بعاصمتها برشتينا، لكن العديد من الدول لم تعترف بعد بذلك الاستقلال. ومن المتوقع أن يكون الطيار، الذي يدعى جيمس بيغيشا ويبلغ من العمر 38 عاما، قبل قابل وزير الشؤون الخارجية والتعاون الطيب الفاسي الفهري أول أمس لتسليمه رسالة من نظيره الألباني بشأن الموضوع، وقال بيغيشا ل«المساء» إن وزير الخارجية الألباني حمله رسائل إلى وزراء خارجية الدول التي يزورها خلال رحلة طوافه حول العالم. وعمل بيغيشا طيارا مدنيا في عدة شركات بالولاياتالمتحدة وكندا والمكسيك وأمريكا الوسطى. وفي ماي من السنة الماضية، قرر بدء طوافه حول العالم لإقناع المسؤولين في البلدان التي لم تعترف باستقلال كوسوفو بدعم هذا البلد الصغير الذي لا يتجاوز عدد سكانه مليونين ونصف المليون، غالبيتهم تعيش أوضاعا اجتماعية سيئة بسبب الظروف الاقتصادية العصيبة للبلد. وزار بيغيشا عددا من البلدان منذ العام الماضي، من بينها الولاياتالمتحدة وبيليز وغواتيمالا والسلفادور وهندوراس ونيكاراغوا وكوستاريكا وبنما، وجميع بلدان أمريكا الجنوبية وبلدان جزر الكناري وكندا وإسلندا، ثم عاد إلى كوسوفو لكي يبدأ جولة جديدة قبل ثلاثة أسابيع، زار خلالها اليونان وإيطاليا ومالطا وتونس والجزائر قبل أن يتوقف في المغرب لكي يتوجه إلى موريتانيا والسينغال. وقال بيغيشا، الذي يقوم برحلته على متن طائرة صغيرة من نوع «سيسنا 172» ذات المحرك الواحد الذي تبلغ قوته 145حصانا، إن هناك 192 بلدا في العالم حسب الأممالمتحدة، وإن 72 فقط من بين تلك الدول اعترفت باستقلال كوسوفو، لذلك يريد القيام برحلات إلى الدولة الباقية لكي يحثها على ذلك، مضيفا قوله: «نحن بلد مسلم، 92 في المائة منا مسلمون ولا أرى سببا لأن لا يعترف بلد مسلم باستقلاله». وكانت كوسوفو جزءا من ألبانيا خلال الحكم العثماني طيلة خمسة قرون منذ أن فتحها العثمانيون، وعندما انهزمت تركيا في الحرب العالمية الأولى منحت المنطقة لصربيا، لكن بعد الحرب العالمية الثانية خضعت من جديد لألبانيا، ثم اندلع صراع بين صربيا وهذه الأخيرة حولها، إلى أن قرر البرلمان الكوسوفي قبل عامين إعلان الاستقلال. وكان إقليم كوسوفو يتمتع باستقلال ذاتي منذ وقت المذابح التي جرت ضد السكان في الإقليم وكان ذلك الإقليم تابعاً لصربيا. لكن في يوم 17 فبراير 2008 أعلن الإقليم انفصاله عن حكومة بلغراد واستقلاله, وهو الأمر الذي رفضته الحكومة الصربية المركزية. وأيدت الاستقلال الولاياتالمتحدة وعدد من دول الإتحاد الأوربي والسعودية والبحرين واليمن في حين رفضته روسيا بشدة ودعت إلى جلسة عاجلة لمجلس الأمن. يذكر أن 52 دولة تعترف بكوسوفو كدولة مستقلة, ولكي تصبح عضوا في الأممالمتحدة يجب أن تحصل على اعتراف 97 دولة. وهناك دول أوربية كإسبانيا لم تعترف باستقلال كوسوفو -على اعتبار أن إسبانيا ترفض استقلال إقليم الباسك عن أراضيها, لذلك فهي لا تؤيد انفصال إقليم آخر- لأنه «غير قانوني ومخالف لاتفاق وقف إطلاق النار».