لم يسبق لفريق النادي القنيطري لكرة القدم أن عرف في تاريخه أزمة مثل تلك التي يتخبط فيها حاليا على جميع المستويات، الأمر الذي أثار سخطا كبيرا في أوساط جماهيره العريضة. إدارة الفريق توجد في وضع لا تحسد عليه، أكوام من المشاكل، سواء على مستوى تدبير الموارد المادية أو البشرية، والخيط الرفيع الذي يربط بينهما في تلاش مستمر، وهو ما جعل الفريق يعرف ما يشبه حالة تمرد وعصيان في صفوف عناصره، دفعتهم إلى مقاطعة التداريب إلى غاية توصلهم بمستحقاتهم كاملة. تداريب ما بعد عطلة عيد الأضحى انطلقت متعثرة، وخلال حصة أول أمس، لم تلتحق معظم العناصر الرسمية باستعدادات الفريق للمواجهة المقبلة التي سيحل فيها، الجمعة المقبل، ضيفا على فريق الكوكب المراكشي، حيث غابت عنها العديد من الأسماء الوازنة كبلال بيات وهشام العروي والعميد رشيد بورواس وعبد الرحيم أبرباش ورضا المختاري وزهير العروبي ويوسف بنمويح. حكيم دومو، رئيس النادي، الذي لا يترك أية فرصة تمر دون أن يذكر بمعاناة الفريق مع ما يصفها بالأزمة المالية، بدا متذمرا من خروج جل اللاعبين عن سيطرته، وهو ما يبرر اتخاذ إدارته إجراءات تأديبية في حق خمسة لاعبين دفعة واحدة، وفي ظرف لم يتجاوز الأسبوع، رغم حاجة الفريق إليهم في هذه المرحلة، وهو ما سيجعل الأيام القادمة حبلى بالمفاجآت التي قد تكون صادمة لأنصار النادي. وفي غياب أي بلاغ صحفي يفسر حيثيات توقيف العناصر المذكورة إلى أجل غير مسمى، أشار الموقع الإلكتروني للنادي القنيطري أن اللجنة التأديبية للفريق قررت توقيع عقوبة التوقيف في حق كل من لاعبي خط الوسط يونس الأندلسي وجمال الدين المالكي والحارس يوسف بنمويح والمدافعين ياسين الكردي وهشام خربوش لأسباب مرتبطة بالغياب غير المبرر للمعنيين عن التداريب وسوء التصرف إزاء باقي اللاعبين. بعض الجهات، فسرت ما يجري داخل البيت القنيطري بأنه استمرار لفصول حرب خفية على الأرجنتيني أوسكار فيلوني، مدرب الكاك، وسعي أطراف عدة إلى الإطاحة به من أعلى هرم الإدارة التقنية للفريق، لعلاقته الوطيدة مع فصيل حلالة بويز الذي لم يتوان في انتقاده للمكتب المسير ومطالبة رئيسه دومو بتقديم استقالته، طالما أنه فشل في تقديم إضافة نوعية للنادي القنيطري بمقدار ما قدمه هذا الأخير له، حيث استطاع الوصول عن طريقه إلى المكتب الجامعي ومنه إلى الاتحاد العربي لكرة القدم، في حين ظل الفريق حبيس سنوات عجاف كادت ترمي به مجددا إلى القسم الثاني.