كانت الساعة تشير إلى الثانية عشرة زوالا، حين هز انفجار قوي سكون بلدية أولاد امراح التابعة للنفوذ الترابي لإقليم سطات، وزرع الرعب في نفوس ساكنة حي المسجد، وسمع صوت فرقعة إحدى قنينات الغاز من الحجم الصغير، سقطت على إثرها جدران المنزل وتطاير زجاج النوافذ والأمتعة في الهواء، كانت لحظتها والدة مجيد قرب المائدة تستعد لصب الشاي، فيما كانت ابنتها وزوجة ابنها داخل المطبخ تهيئان وجبة الغذاء، وعند سماعهم ذوي الانفجار هرع الجيران مذهولين للمنزل المنكوب لإنقاذ من فيه، فقاموا بإخراج زوجة الابن التي كانت النيران تشتعل في ملابسها، وإخراج الابنة التي أصيبت بحروق في وجهها، وبقيت الوالدة قرب مائدتها مذهولة لما يحدث أمامها، وتم إخراجها من مكان الحادث وآثار الصدمة بادية على محياها، وأدى الانفجار إلى سقوط واجهة المنزل التي أصابت أحد المارة الذي تم انتشاله من تحت الأنقاض حيث أصيب على إثرها بكسور في مختلف أنحاء جسمه، وقد تم إشعار قائد الدرك الملكي بأولاد امراح الذي انتقل على الفور رفقة عناصر من فرقته، الى عين المكان للوقوف على ملابسات الحادث وتقييم الخسائر البشرية والمادية، وإنجاز محضر المعاينة والمسطرة القانونية، حيث تم اقفال جميع الممرات المؤدية الى المنزل المنكوب للحفاظ على أمن وسلامة المارة واولئك الذين يستهويهم حب الفضول، وتم نقل الضحايا إلى المستشفى الإقليمي بسطات لتلقي العلاجات الضرورية. وعلمت المساء أن ضحيتين أصيبتا بحروق من الدرجة الثالثة، فيما أصيب الرجل الذي انتشل من تحت الأنقاض بكسور في كلتا رجليه وتم إخضاعه لعملية جراحية . وسجلت المساء أثناء تواجدها بمكان الحادث غياب عناصر القوات المساعدة وتأخر وصول الوقاية المدنية، التي حضرت بعد 3 ساعات من وقوع الحادث مع العلم أن المسافة التي تفصل بين بلدية أولاد امراح ومدينة ابن احمد لا تتجاوز 18 كلمترا. وعند وصول عناصر الوقاية المدنية إلى مكان الحادث بقيت مكتوفة الأيدي واكتفت بجمع بعض الأمتعة التي تناثرت بفعل الانفجار غير قادرة على الدخول إلى المنزل أو فعل أي شيئ آخر غير الوقوف إلى جانب المتفرجين والاكتفاء بالتأمل في غياب معدات لازمة لمثل هذه الحالات الطارئة، في حين ظل قائد الدرك الملكي وعناصر من فرقته يحرسون المكان حتى ساعة متأخرة من يوم السبت.