عثر عدد من حراس السجن المركزي في القنيطرة، بحر الأسبوع المنصرم، على منشارين وسكين في زنزانة قاتل (ع ك س)، رئيس معقل السجن المدني بآسفي، في الواحد والعشرين من شهر فبراير 2007، أثناء مداهمتهم لها بشكل مفاجئ. وأثار اكتشاف إدارة السجن المركزي سكينا كانت مخبأة في طرد يحتوي على كتب دينية موجه إلى السجين (م س) شكوكها، وهو ما دفعها إلى إعلان حالة استنفار في صفوف موظفي هذه المؤسسة، واتخاذ قرار بالقيام بعملية تفتيش دقيقة لغرفة السجين، نتج عنه العثور على أسلحة بيضاء وأدوات حادة بداخلها يجهل مصدرها أو طريقة وصولها إلى عين المكان بعد تجاوزها كل حواجز التفتيش، انطلاقا من بوابة السجن الرئيسية إلى الزنزانة المذكورة. وقالت المصادر إن المعاينة الأولية للزنزانة كشفت وجود آثار تقطيع على قضبان الشباك الحديدي، وهو ما أكد لمسؤولي السجن أن المعتقل، الذي يقضي عقوبة السجن المؤبد، كان بصدد الإعداد لمحاولة هروب من السجن المركزي تجهل إلى حد الآن تفاصيلها، سيما أن التحريات المكثفة، التي انطلقت عقب هذا الحادث، والتي عرفت دخول العديد من الأجهزة الأمنية على الخط، أحيطت بسرية تامة، حيث ظل التكتم سيد الموقف. واستنادا إلى معطيات حصلت عليها «المساء»، فإن المحققين الأمنيين استمعوا للسجين المتهم ولاعترافاته بخصوص حوزته أسلحة بيضاء وملابسات حصوله عليها. كما انتقلوا إلى مدينة الدارالبيضاء لاعتقال صاحب الطرد سالف الذكر، بعدما نجحت في التعرف على هويته انطلاقا من معلومات استقتها من إدارة البريد في نفس المدينة، ليتقرر في اختتام مرحلة البحث التمهيدي إحالة الظنينين على القضاء للحسم في هذه النازلة، في الوقت الذي رجحت مصادرنا إمكانية اتخاذ المندوبية العامة لإدارة السجون وإعادة الإدماج عقوبات تأديبية في حق العديد من موظفيها بالسجن المركزي في حالة ثبوت تقصيرهم في هذا الحادث. وللإشارة، فإن السجين المذكور، الذي يبلغ من العمر 43 سنة، والملقب بأبي حمزة، كان قد حكمت عليه استئنافية آسفي في 29 نونبر 2007، بعقوبة الإعدام، بعدما كانت النيابة العامة قد تابعته بتهمة جناية القتل العمد لرئيس معقل سجن آسفي بواسطة سلاح ناري مع سبق الإصرار والترصد والسرقة وإخفاء شيء متحصل من جناية والتهديد بواسطة كتابات ضد أشخاص وحمل سلاح من شأنه تهديد سلامة الأشخاص وحيازة المخدرات.