ذكرت وسائل إعلام رسمية أن الشرطة في شنغهاي اعتقلت أربعة أشخاص، يوم الثلاثاء الأخير، على خلفية حريق شب في مبنى سكني مكون من 28 طابقا في أكبر مدينة تجارية في الصين، وأسفر عن مقتل 53 شخصا. ولم تحدد التقارير هويات المشتبه بهم الأربعة، لكن موقع «شينمين نت» الإلكتروني، الذي تديره الدولة، ذكر أن تحقيقا أوليا بشأن السلامة ألقى باللوم في الحريق على الإهمال من جانب عمال لحام كهربائي ليس لديهم ترخيص. وقالت وسائل إعلام حكومية إن النيران اندلعت منتصف ظهيرة يوم الاثنين في سقالة خارج المبنى الواقع في حي جينجان بمدينة شنغهاي، وانتشرت سريعا إلى داخل المبنى. وتقدم المستشفيات الرعاية الطبية إلى أكثر من 70 مصابا الثلاثاء، وذلك بعدما تمكن 25 فريق إنقاذ، باستخدام 61 عربة إطفاء، من إنقاذ أكثر من 100 شخص. ودعا وزير الأمن العام، مينغ جيان تشو، إلى إجراء تحقيق شامل في أسباب الحريق الذي تم إخماده مساء الاثنين. ونقل عن مينغ قوله إن الأشخاص الذين تبين أنهم مسؤولون عن الحريق ستتم «معاقبتهم طبقا للقانون». وكانت تقارير أولية قد ذكرت أن عمالا كانوا يعالجون واجهة المبنى بمادة كيميائية تعزز الاحتفاظ بالحرارة. وقال شاهد عيان لوكالة أنباء الصين الجديدة «شينغوا» إنه رأى بعض مواد البناء تشتعل بها النيران قبل أن تمتد ألسنة اللهب إلى السقالة. جدير بالذكر أن معظم السكان، وعددهم 180 شخصا، المسجلين في المبنى، الذي يعود إلى أواخر تسعينيات القرن الماضي، مدرسون. وتضم أسرهم الكثير من المدرسين المتقاعدين. ويقع هذا البرج في حي جينغان التجاري المكتظ بالسكان في وسط شنغهاي. وقال شهود عيان إن الحريق اندلع بعد الظهر بالتوقيت المحلي، لأسباب لم تعرف بعد، في سقالات أقيمت لأعمال التجديد والصيانة على البرج، حسب ما ذكرته وسائل الإعلام الصينية. وتطلب إخماده أربع ساعات ونصف الساعة بمشاركة العشرات من عناصر الإطفاء وأكثر من ستين سيارة إطفاء. وأوردت وكالة أنباء الصين الجديدة أن أشخاصا رموا بأنفسهم من النوافذ هربا من الحريق. وبثت التلفزيونات الصينية مشاهد لسحابة من الدخان الأسود في وسط مدينة شنغهاي المكتظة بالأبراج الشاهقة والتي تعد 20 مليون نسمة، كما أظهرت المشاهد هلع السكان المقيمين في البرج وهم يركضون في الشارع هربا من الحريق وتحت تأثير الصدمة وقد تلونت وجوهم بالدخان الأسود. يشار إلى أن وزير الأمن العام وصل إلى شنغهاي من العاصمة بكين في الساعات الأولى من يوم الثلاثاء للإشراف بنفسه على عمليات الإنقاذ. وحث مينغ السلطات المحلية في شنغهاي على بذل أقصى الجهود للعثور على المفقودين والتأكد من وصول المعلومات عن تفاصيل الحادث إلى الجمهور أولا بأول. وقال الوزير إنه ينبغي تعلم الدروس من هذا الحادث لضمان عدم تكراره في المستقبل، وأعلن عن تشكيل لجنة للتحقيق في أسبابه ترتبط ارتباطا مباشرا بمجلس الوزراء في بكين. وقال مراسل هيئة الإذاعة البريطانية في شنغهاي إنه يبدو أن الوزير يحاول استباق الشكوك في وقوع عملية تغطية على المسؤولين عن الحريق أو أية محاولة قد يقوم بها هؤلاء المسؤولون للتهرب من العدالة. وكانت أكثر من 150 أسرة تسكن في المبنى المنكوب، ويقول المسؤولون الصينيون إن الفرق المختصة تمكنت من إنقاذ 100 من السكان، بينما قالت السلطات الصحية إن المستشفيات المحلية عالجت أكثر من 90 جريحا كانت إصابات بعضهم بالغة. وقال المراسل إن عدد القتلى مرشح للارتفاع بعد أن تكمل فرق الإنقاذ عملية تفتيش المبنى. وقالت وكالة «شينغوا» إن الحكومة المحلية لإقليم جينغآن قامت بإيواء الناجين في فنادق قريبة. يذكر أن أكثر من عشرين مليون نسمة يسكنون في شنغهاي، العاصمة المالية للصين، التي شهدت في السنوات الأخيرة فورة كبيرة في قطاع الإنشاءات والتعمير.